خلال زيارة عمل للمشاركة في المنتدى الدولي بطوكيو، استقبل السفير الروسي المفوض فوق العادة لدى اليابان نيكولاي نوزدريوف رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا وعضو المجلس الاجتماعي بالاتحاد الروسي ومفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف، وأعضاء الوفد الروسي المشترك بين الأديان.
وجرى خلال اللقاء الودي مناقشة مختلف قضايا تطوير الحوارالدولي بين الأديان والتعاون الإنساني والتفاعل المشترك.
وأعرب نيكولاي نوزدريوف عن شكره لقادة الأديان على جهودهم في تعزيز الدبلوماسية الدينية المجتمعية بين البلدين.
مكتب الصحافة التابع للجمعية الدينية لمسلمي روسيا
في إطار أعمال المنتدى الدولي بطوكيو، ألقى رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، مفتي موسكو ألبير كرغانوف كلمة في جلسة "الاستنتاجات الرئيسية للطاولتين المستديرتين الأولى والثانية في طوكيو".
السادة المشاركون في المنتدى الرفيع المستوى!
نيابة عن الجمعية الدينية لمسلمي روسيا والمجلس الاجتماعي الروسي أرحب بكم جميعًا بأحر التحيات، معربًا عن احترامي وإجلالي الصادقين متمنيًا لكم ولأحبائكم السلام والازدهار ورحمة المولى عزوجل .
كمشارك في الطاولة المستديرة الأولى في طوكيو يسعدني أن أؤكد أنه في ظل الظروف المعقدة المتغيرة لعالمنا المعاصر, تشكلت على الأرض اليابانية القديمة الكريمة تقاليد حميدة لعقد طاولات طوكيو المستديرة للسلام بمشاركة واسعة من القادة الدينيين والسياسيين والخبراء وممثلي المجتمع المدني من مختلف البلدان.
بفضل مبادرات وجهود المؤتمر العالمي "الديانة من أجل السلام"، أصبح لدينا منصة نقاشية واعدة في طوكيو لبحث قضايا تعزيز أفكار السلام, وخفض مستوى النزاعات في القارات والبلدان المختلفة, وتعزيز التعاون بين الأديان على المستوى الدولي.
في إطار الطاولة المستديرة الأولى للسلام في طوكيو في شهر أيلول عام 2022 ناقشنا أن العالم المعاصر أدرك فهمًا جوهريًا بأن الشرط الأهم لاستمرار وتطور الحضارة الإنسانية هو استدامة العلاقات الإنسانية, والتفاهم المتبادل, وتعاون الفاعلين الدوليين على أساس مبادئ الاحترام المتبادل, والعدالة, ورفض العنف, والقضاء على العنصرية, والتمييز العرقي, وكره الأجانب, وما يرتبط بها من تعصب .
ما زالت ذكرى نقاشاتنا السابقة واجتماعنا مع إمام وخطيب مسجد طوكيو محمد رفعت شينار ومجتمع المسلمين حية في أطيب الذكريات .
هذه القضايا المطروحة للنقاش مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالواقع. إن الممارسة الحوارية حول صنع السلام والشؤون بين الثقافات وتناغم العلاقات بين الأديان على المستويين الدولي والإقليمي تكتسب أهمية ملحة, واستثنائية في الظروف الراهنة. إن محتوى واستنتاجات نقاشاتنا في طوكيو في شهر أيلول عام 2022 تحمل أهمية وفائدة كبيرة في اتجاهات متعددة.
أود أن أؤكد وأصوغ ما سبق كأحد القوانين الموضوعية المتعاظمة لتطور العالم المعاصر ألا وهي تعزيز دور العامل الديني والإيمان والروحانية على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية وازدياد وزن القضايا بين الأديان والإنسانية في التواصل الدولي , هذا أحد الاستنتاجات الرئيسية لنقاشاتنا السابقة. ينبغي الاتفاق مع كلمات قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الذي قال: «المجتمع المحروم من المنظور الديني ومن تصور المعايير الأخلاقية المطلقة محكوم عليه حتمًا بالتدهور».
في الظروف الراهنة للتدهور الروحي الملحوظ يصعب تخيل تطور منظومة العلاقات الدولية برمتها دون فهم دور الكنيسة والأفكار الدينية في تشكيل رؤية العالم وممارسات سلوك شعوب الأرض. في عالم متغير يغدو واضحًا بشكل متزايد أن مفهوم الفضاء الدولي العلماني الذي يستبعد الحضور المؤسسي للأديان التقليدية العالمية في العلاقات الدولية لم يعد يستجيب لتحديات العصر.
يمكن القول إن الإيمان والروحانية والقضايا الإنسانية تسعى لاحتلال مكانة لائقة في منظومة العلاقات الدولية المعاصرة. في هذا السياق من اللافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر في كلمته بمناسبة رئاسة روسيا لمجموعة بريكس في يوم 1 من شهر كانون الثاني عام 2024 ضمن أولويات تطوير الشراكة: «تعزيز التفاعل في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والصحة والبيئة وكذلك في مجالات الثقافة والرياضة وتبادل الشباب وعبر منظمات المجتمع المدني». نرى هنا كيف يقدر رئيس الدولة الروسية دور الحوار بين الحضارات والتعاون الإنساني ومشاركة الرأي العام الواسع في تطوير التواصل الدولي.
تؤكد نقاشات طوكيو أن الأديان العالمية نفسها تمتلك إمكانات قوية لتعزيز السلام وخفض مستوى النزاعات وتناغم العلاقات بين الأديان والقوميات وترسيخ الأسس الروحية والأخلاقية وتقاليد الحياة الشعبية ووحدة المجتمع وتعزيز الدولة.
دين الإسلام العالمي هو أساس الحضارة الإسلامية ويحتوي على إمكانات شرعية واجتماعية وروحية أخلاقية وتعبوية وتكاملية كبيرة من أجل التنمية السلمية للأمة الإسلامية العالمية. في هذا الصدد يجب الإشارة إلى التعاظم المستمر لأهمية حركة التقارب بين المذاهب الإسلامية والدور الإيجابي للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب والجمعية الدولية للتقريب بين المذاهب والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
يجب إيلاء اهتمام متواصل لقضايا التعليم الإسلامي والعلماني، وتعزيز دور العلماء في الوسط الإسلامي، وتقليص المسافة القائمة بين المؤمنين وأهل العلم من دارسي القرآن والسنة، والنخبة الإسلامية المثقفة, فهؤلاء هم حراس العلم وحملة المعرفة التي أنزلها الله تعالى لهداية البشر، وهم الأقدر على خوض الحوار الديني الداخلي. قال الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. (النحل: 43). وقال محمد بن سيرين رحمه الله: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم». إن إحياء المدرسة الإسلامية المحلية (الوطنية) العريقة، التي تزود المؤمنين بالعلوم الشرعية الأصيلة والقيم الإسلامية الراسخة، وتتمكن من خوض حوار مذهبي رفيع المستوى، يُمثّل أولوية حيوية لنا جميعا.
من اللافت أن العالم الإسلامي نفسه يسعى لتعزيز التضامن وخفض مستوى النزاعات, ففي 18 من شهر آذارعام 2025 اختتمت في مكة المكرمة المؤتمر العالمي لتحسين العلاقات بين مدارس الفكر الإسلامي ووضع علماء الإسلام والمفتون على إثره مبادئ توجيهية موحدة لتقريب المذاهب. عُقد المؤتمر تحت رعاية رابطة العالم الإسلامي حيث اتفق المشاركون على تجاوز النقاشات العقيمة التي قد تؤدي لخطاب مهين يتسبب بدوره في التشرذم والانقسام داخل الأمة.
يجب أيضًا التوقف عند حقيقة بالغة الأهمية لإرساء السلام، وهي أن مسألة العلاقات بين المذاهب في المرحلة التاريخية المعاصرة لم تعد تحمل أبعادًا معرفية وفكرية فحسب، بل أصبحت ذات مغزى اجتماعي سياسي بالغ الأهمية للأمة الإسلامية, وقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا وتعزيزًا للتضامن الإسلامي إزاء قضية نضال فلسطين من أجل تقرير المصير.
ففي يوم 11 تشرين الثاني عام 2023 عُقد في الرياض مؤتمر مزدوج لبلدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خُصص للنزاع في قطاع غزة وتصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط حيث يمكن اعتبار عقد مثل هذا الحدث الضخم والممثل بمثابة تعبير عن تضامن الدول العربية والإسلامية مع بعضها ومع شعب فلسطين.
جاء في الإعلان المشترك لـجامعة الدول العربية و لمنظمة التعاون الإسلامي الصادر ختامًا للمؤتمر: «ندين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل وقتل الأطفال والنساء والصحفيين والاعتداءات على الكوادر الطبية... ونطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي والحد من الأنشطة الاستيطانية».
يمكن القول أن العالم الإسلامي قد أعلن تضامنه مع فلسطين, ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني في كفاحه البطولي الطويل من أجل الحرية والاستقلال، وحافظ على هذا الموقف الثابت في ظل الأحداث والتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط بمشاركة إسرائيل.
نحن المسلمين الروس نعتقد أنه يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، وأن تحظى فلسطين بدولتها وعاصمتها القدس، وهذا سيجلب السلام المنشود إلى الشرق الأوسط.
بالاستناد إلى إمكانات الإسلام، على مسلمي الدول المختلفة توحيد جهودهم وتضامنهم في تشكيل رؤيتنا المشتركة حول جوهر العولمة المعاصرة، وفهم هويتنا الحضارية الإسلامية وذاتيتنا، وإدراك أهداف ومهام التطور الاستراتيجي للأمة الإسلامية العالمية في الظروف الراهنة، وتشكيل صورة إيجابية للإسلام والمسلم، ومكافحة الإسلاموفوبيا.
واجبنا المشترك هو الحفاظ على تقاليد التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأعراق والأديان وتطويرها، والسعي لتناغم العلاقات بين الأديان، ومتابعة الحوار الديني والثقافي حول مشاكلنا المشتركة الملحة على المستوى الدولي.
لقد راكمت الجمعية الدينية لمسلمي روسيا خبرةً معينة في الدبلوماسية العامة مع الشركاء الأجانب لتعزيز قيمنا ومصالحنا. وتشهد على ذلك حصول الجمعية على صفة استشارية خاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، والمشاركة المتكررة لرئيس الجمعية في اجتماع مجموعة "حوار دارتموث" الروسية الأمريكية. ولنا خبرة في المشاركة الفاعلة في منتديات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، ومؤتمرات على المستويين الأوروبي والأوراسي.
وقد تم مؤخرًا توقيع "اتفاقية تعاون بين الجمعية الدينية لمسلمي روسيا ورابطة العالم الإسلامي"، ونحافظ على الاتصالات مع منظمات دينية ومجتمعية أجنبية في عدة دول لمناقشة قضايا الثقافة الإسلامية وحقوق المؤمنين، ومنع كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا، والتمييز على أساس الدين أو القومية, وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى زيارتنا الدينية المجتمعية إلى إندونيسيا، ومشاركة وفدنا الروسي الديني في المؤتمر الدولي لحوار الأديان من أجل السلام في العاصمة اليابانية طوكيو شهر ايلول عام 2022
ويظل تعزيز العلاقات التقليدية مع منظمات آسيا الوسطى والقوقازأولوية في عملنا.
ندعو إلى تحقيق السلام مع أوكرانيا بالشروط والكيفية التي تتناسب مع المصالح الوطنية وأمن الشعب الروسي.
حيث تدرك المنظمات الإسلامية أن الحوار وثقافة الحوار الراسخة تعزز التفاهم المتبادل، وتقوي التعاون، وتخفف التوتر والصراع في العلاقات المجتمعية بين أتباع الديانات والقوميات المختلفة داخل بلدنا وخارجه.
ينبغي على الساسة والدبلوماسيين المحترفين اليوم أن يُقّدروا الأهمية المتزايدة للحوار بين الأديان، والنهج السلمي في حل النزاعات، ودور القادة الدينيين ضمن الجهود المشتركة لتسوية الصراعات ووقف العنف، وتعزيز المصالحة وإعادة إعمار السلام في الدول المتضررة من الحروب والصراعات. كلُّ ذلك ينصهر عضوياً في تطوير العلاقات الخارجية الرسمية والتعاون الإنساني الروسي.
ولا بد من التذكير بأن خلف القادة الدينيين تقف مصالح ملايين المؤمنين، مما يعزز بشكل كبير القاعدة الاجتماعية ومتانة السياسات الحكومية المنفذة.
السادة المشاركون في المنتدى الرفيع!
في الواقع الجيوسياسي الراهن، تدافع روسيا بحزم وتصميم -عسكريًا ودبلوماسيًا وبوسائل أخرى - عن حقها في التطور الروحي الأخلاقي المستقل الأصيل، وهويتها الحضارية الثقافية، وتحمي قيمها التقليدية, وفي نفس الوقت تسعى روسيا بنشاط لمستقبل مشترك متكافئ لجميع الدول.
في 11 تشرين الثاني 2024، قال رئيس الدولة الروسية في الجلسة العامة للمنتدى الدولي "ترابط العصور والحضارات أساس السلام والتنمية" الذي عقد في عشق آباد عاصمة تركمانستان: «نحن مقتنعون بأن السلام الشامل والتنمية المستدامة لا يمكن ضمانهما إلا على أساس مراعاة رأي كل شعب، واحترام حق كل دولة في مسارها السيادي، ورؤيتها للعالم، وتقاليدها ومعتقداتها الدينية». يصعب عدم الاتفاق مع قول القائد الروسي حيث روسيا تقدم في هذا الصدد مثالاً يُحتذى به .
يجب الإشارة إلى أن تاريخ تطور روسيا نفسه يشكل عامل جذب قوي للرأي العام الأجنبي و يمكن القول إن التطور المكاني الإقليمي لروسيا على مر القرون تم مع الحفاظ على الشعوب الأصلية، وإيمانها، ولغتها، ونمط حياتها الشعبي، وعاداتها وتقاليدها.
الوحدة التاريخية لشعوبنا صمدت أمام جميع الاختبارات، والتنوع العرقي الديني في روسيا اليوم هو فخرنا وأساس وحدتنا، وسمة مميزة للحضارة الروسية , وتجربتنا التاريخية الروسية في تطوير نموذج مستقر للعلاقات بين الأديان والقوميات في مجملها وتفاصيلها تثير اهتمامًا كبيرًا للدول الأجنبية.
أنا مقتنع بأن للعالم المعاصر طريق واحد طريق تعزيز الإيمان وخلاص الروح، والاعتماد على القيم الروحية الأخلاقية التقليدية، وإعادة بناء الحياة الدولية سلميًا، وتشكيل هيكل عالمي جديد عادل متعدد الأقطاب ديمقراطي، ونظام أمني واحد غير قابل للتجزئة.
هذا هو المسار الذي تسلكه روسيا المعاصرة ذات السيادة.
أعرب عن ثقة راسخة بأن بدعمنا المشترك، ستكتسب طاولة طوكيو المستديرة للسلام زخمًا متعاظما، وستصبح منصة دولية جديدة مرموقة للحوار الدولي المنتظم وتعزيز الحركة الدولية المجتمعية الحكومية لصنع السلام.
أتمنى لكم جميعًا مناقشة ناجحة ومثمرة لأجندتنا، وأدعو لكم بالصحة والسعادة والنجاح في الحياة.
حفظكم الله تعالى!
شكرا لانتباهكم !
في 28 حزيران عام 2025، أقيم على أراضي المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان الذي سيتم بناؤه مستقبلاً في منطقة كوموناركا مهرجان "سابانتوي الصداقة والوحدة" الضخم، الذي أصبح رمزًا للوئام الوطني والحوار بين الأديان والتنوع الثقافي في روسيا. نظم الحدثَ: الجمعية الدينية لمسلمي روسيا, حكومة موسكو, صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي, حكومات تتارستان وباشكورتوستان, منطقة منزيلينسك لجمهرية تتارستان.
تمت إعادة إنشاء قرى بشكيرية وتتارية أصيلة للضيوف: جُلبت كل عناصر الديكور والداخل خصيصًا من تلك المناطق، ليغوص سكان موسكو وضيوف العاصمة في أجواء العيد القومي. منذ الصباح، استُقبل الضيوف بملابس تتارية تقليدية مع خبز وملح وتشاك-تشاك (حلوى تتاري تقليدي)، بينما خَلقت آلة الموسيقى البايان بألحانها أجواء احتفالية حيث ساعد المتطوعون في الإرشاد، وانخرط الضيوف مع محترفي الفنون التطبيقية في الأنشطة الإبداعية التي تعرفهم بتاريخ سابانتوي ومعالم العيد.
بدأ اليوم الاحتفالي بـالطاولة المستديرة بعنوان "الرحمة في روسيا , الوحدة في خدمة الوطن"، نظمتها الجمعية الدينية لمسلمي روسيا بالتعاون مع المجلس الاجتماعي الروسي حيث شارك في النقاش قدامى المشاركين في العملية العسكرية الخاصة وقادة دينيون رفيعو المستوى يمثلون الأرثوذكسية والإسلام واليهودية وكذلك البوذية, رجال الدين العسكريين, رؤساء منظمات المجتمع المدني, خبراء في علم الاجتماع والتاريخ.
افتُتحت الجلسة بدقيقة صمت إحياءً لذكرى المدافعين عن الوطن الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم, و من بين المتحدثين في فعالية الطاولة المستديرة كان هنالك, رئيس لجنة المجلس الاجتماعي الروسي لتنسيق العلاقات بين القوميات والأديان والهجرة فلاديمير زورين, مفتي جمهورية تتارستان كامل حضرت ساميغولين, وألكسندر تيرينتييف كبير مستشاري مكتب شؤون السياسة الداخلية التابع لرئيس الدولة, وممثلوقسم السياسة الوطنية بموسكو, وقادة الوحدات في الحرس الوطني الروسي, و زيلة ولييفا رئيسة المجلس الاجتماعي لجمهورية تتارستان, ومفتون من مناطق مختلفة و أيضاً ممثلو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والطوائف البوذية واليهودية.
أكد رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف في كلمته أن الرحمة سمة مميزة للمجتمع الروسي، وأصبحت اليوم أكثر إلحاحًا في ظل العملية العسكرية الخاصة. وأضاف: "تتطور حاليًا على أساس الصندوق الحكومي لدعم المشاركين في العملية العسكرية المدافعون عن الوطن "منظومة فريدة لدعم المحاربين وعائلاتهم"، وتسهم المنظمات الدينية في هذا المجهود".
وشدد سماحة المفتي على أهمية وحدة مؤسسات المجتمع والسلطات والمنظمات الدينية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في إعادة تأهيل المحاربين ودعم عائلاتهم مع الاستفادة من خبرة الأديان التقليدية في الخدمة الاجتماعية عبر القرون وأوضح المفتي أن "الإسلام كدين عالمي للسلام والمحبة والخير والعدالة يهدف لتعزيز إيمان الإنسان وتطويره روحياً وأخلاقياً، وتربيته على المحبة واحترام الآخر".
وأشار ألبير حضرات إلى أن الخدمة الاجتماعية والعمل الخيري هما أولويتان للجمعية، حيث تُقدَّم مساعدات إنسانية للمحاربين وعائلاتهم في مناطق روسيا، وتُنظَّم زيارات للمستشفيات لدعم الجرحى.
خلال الجزء الرسمي من افتتاح مهرجان "سابانتوي الصداقة والوحدة"، توجه عدد من المسؤولين بكلمات ترحيبية إلى المنظمين والضيوف منهم: راويل أحمدشين نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان الممثل المفوض للجمهورية لدى الاتحاد الروسي حيث قام بتلاوة رسالة ترحيبية من رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف ومنتمير شايمييف المستشار الحكومي لتتارستان أرسل كلمة عبرخاصية الفيديوو يفغيني يريومين رئيس قسم التعاون مع المنظمات الدينية التابع لقسم السياسة الداخلية لرئاسة الاتحاد الروسي وإيرينا فينر مدربة رياضية مرموقة و ناشطة اجتماعية ولاما سودنومدورجييف داشي-نيما ممثل السانغا البوذية التقليدية لروسيا في موسكووأيدار صلاحوف رئيس بلدية منطقة منزلينسك في تتارستان.
في إطار المهرجان أقيم عرض تقديمي واسع لمشروع المركزالثقافي و التعليمي الروحي المشترك بين الأديان, و قدَّمه المعهد المعماري بموسكو مصحوبًا بتصورات ثلاثية الأبعاد ونماذج وإسقاطات هولوغرافية. أوضح مفتي موسكو ألبير كرغانوف أن المركز سيكون رمزًا للمسارالحضاري لروسيا عبر القرون، وسيشمل مجمعات تعليمية وطبية وثقافية ومتاحف و كنيسة أرثوذكسية ومجمع إسلامي وكنيس يهودي ومدرسة ومعبد بوذي.
سيجمع المجمع المعماري بين أربعة أقسام دينية (أرثوذكسي، إسلامي، يهودي، بوذي) منسجمة مع منطقة حدائق وممشى نهري وأروقة ومسرح صيفي وجسورومنحوتات ضخمة ومساحات عامة.
المجمع الإسلامي سيضم مسجد يدمج الزخارف التتارية و البلغارية القديمة ومركز تعليمي و بحثي للمحاضرات والحوار بين الأديان ومركز ثقافي للمعارض ولقاءات المجتمع التتاري والبشكيري والمجتمعات الإسلامية الأخرى ومركز تأهيلي للمشاركين في العملية العسكرية الخاصة و مكتبة ومتحف وقاعات للاجتماعات والحوار بين الأديان.
الراهب غريغوري ماتروسوف، رئيس المجلس الاستشاري لدى البطريرك للتعامل مع العالم الإسلامي: "التنوع القومي في روسيا لا مثيل له، ومهمتنا الأسمى هي عبادة الله حيث لا توجد دولة أخرى تُقام فيها العبادة في الكنائس والمساجد والمعابد على مدار الساعة".
- أليكسي كابوستين، مدير مركز التصميم في المعهد المعماري :
"ستكمل المجمعات الدينية الأربعة -الهوية المعمارية للمركز- لتعكس روسيا متعددة الثقافات".
"صرح مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف أن بناء المركز سيستغرق حوالي 3-5 سنوات, بحلول نهاية العام الجاري ستكون الوثائق التصميمية جاهزة لثلاث منظمات دينية, وأكد أن التمويل يأتي من رعاة ورجال أعمال من خلفيات متنوعة - ممثلون عن التتار والبشكير وشعوب القوقاز و رعاة من المجتمعين البوذي واليهودي.
يقوم قادة المناطق البوذية بالتعاون مع "الصندوق لدعم التعليم البوذي" بأعمال تحضيرية مكثفة. بينما يحث رجال الأعمال اليهود غود نيسانوف وغيرمان زاخاريايف على تمويل بناء الكنيس والمدرسة ومتحف الهولوكوست.
أما الجزء الأرثوذكسي، فسيُنفذ بمشاركة النائب البرلماني, مستشار عمدة موسكو, مستشار بطريرك موسكووسائر روسيا كيريل لشؤون البناء, فلاديمير ريسين, الذي يشرف على مشاريع الكنائس في العاصمة, وأكد سماحة المفتي أن جميع الأطراف تتعامل بجدية لإنشاء مركز فريد للأديان العالمية في موسكو الجديدة.
على مدار اليوم، شهد السابانتوي برنامج المهرجان الثقافي والرياضي.
عروض فنية على المسرح الرئيسي: فرقة تتارستان للغناء والرقص، نجوم الغناء التتاري، فرق فولكلورية، مسرح منزيلينسك الدرامي، فرق معهد موسكوالحكومي الثقافي، مجموعات بشكيرية. كانوا مقدموالبرنامج الإحتفالي يتحدثون باللغتين الروسية و التتارية حيث عرفوا المشاركين على تقاليد سابانتوي وتاريخ الأغاني مع تفاعل الجمهور.
- الضيفة الرئيسية في الحفلة: المطربة إلميرا ناعيموفا.
في المناطق الموضوعية تم تنظيم ورش عمل في الحرف اليدوية ونحت الخشب والفسيفساء الجلدية والتطريزوالصياغة والحلي و كذلك عروض أزياء تقليدية وعصرية وتذوق منتجات حلال مثل العسل، تشاك-تشاك (حلوى تقليدية) والغوباديا ومعارض خاصة بمناسبة الذكرى 80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى ومعرض لوحات وملابس قومية , فلقد ابرزت هذه الأنشطة الترابط بين الأجيال, و احترام انجازات الشعب والحفاظ على إرث البطولة.
الساحة الرياضية أصبحت تمتلئ بمسابقات و ألعاب قومية تقليدية ومنها : مصارعة الأحزمة التقليدية وألعاب القوى وشد الحبل وسباقات تتابع والقتال بأكياس القش على جذع شجرة والجري بملعقة تحمل بيضة والتسلق على عمود للفوز بجائزة و كسر الأواني الفخارية حيث جذبت بطولة المصارعة بالأحزمة اهتمامًا خاصًا، وقد فاز بها "مارات عثمانوف, وكجائزة مُنِحَ حصانًا عمره سبع سنوات يُدعى "كواتش" من سلالة الخيول الروسية ذات اللون الكستنائي الداكن – وهو تقليد يعود جذوره إلى قرونٍ مضت, أما أصحاب المركزين الثاني والثالث فقد حصلوا على جوائز قيّمة.
كما تضمّن "سابانتوي" عروضًا رسومية بمشاركة شخصيات خيالية، وورش عمل لصنع الألعاب التقليدية التترية والبشكيرية، ومهرجان الأطفال "شاكرتار بيرامي" (عيد التلاميذ)، وعروضًا برسوم شخصيات من الحكايات الروسية والتترية والبشكيرية، ورسم الوجه بالزخارف الوطنية، وألعابًا جماعية لشعوب منطقة الفولغا، ومسابقة للرسم، ومنطقة للقفز على الترامبولين، وعرض فقاعات الصابون، وورش عمل لصنع الألعاب التقليدية. كما عملت أجنحة السوق الشعبي على تقديم الحلويات التقليدية، وشاي الأعشاب المجاني، والتحف المصنوعة يدويًا، والطاقيات (القبعات التقليدية)، والأحذية الجلدية التقليدية (إيتشيغي)، والمجوهرات، والمنسوجات المطرزة، لتناسب جميع أفراد العائلة.
اختُتِمَ الحفل بكلمات شكر من المنظمين، وتسليم الجوائز للفائزين في المسابقات الرياضية والأطفال، وأداء جماعي لأغنية مشهورة عن الصداقة والوطن قدمها الفنانون والجمهور.
وأكد مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف قائلًا:
"إن سابانتوي في كوموناركا ليس مجرد عيد قومي، وإنما هو حدث ضخم يوحد ممثلي جميع الشعوب والأديان في روسيا، ويرمز إلى الصداقة وحسن الجوار، واحترام التقاليد، والتواصل بين الأجيال، ووحدة الشعب الروسي. لقد أصبح العيد جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للتتار والبشكير، وكذلك الشعوب الأخرى المرتبطة بالثقافة الروسية الأصيلة، وهو اليوم شاهد على الصداقة والتفاهم بين شعوب بلدنا حيث يتيح سابانتوي لكل شخص أن يشعر بأنه جزء من عائلة كبيرة، ويشارك في الألعاب والمسابقات، ويستمتع بالإبداع، ويتعرف على التاريخ والثقافة، والأهم من ذلك أن يأخذ معه ذكريات دافئة عن اللقاءات مع الأصدقاء وأبناء الأرض وأصحاب الرؤى المشتركة."
مكتب الصحافة التابع للجمعية الدينية لمسلمي روسيا
بأمر من رئيس الجمعية الروحية لمسلمي روسيا، المفتي ألبير حضرة كرغانوف من موسكو، شارك باتا كفاح محمد، مستشار مفتي الديار المقدسة للشؤون الدولية، رئيس مجلس إدارة الجمعية في منطقة فولغوغراد، في أعمال المنتدى الدولي للطرق القادرية في جمهورية السنغال. وقد جمع هذا الملتقى الهام أكثر من 50 من القيادات الدينية والعلماء وممثلي المنظمات الإسلامية من 30 دولة، منها المغرب ونيجيريا وتركيا وإندونيسيا وروسيا.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد المفتي كفاح محمد أن روسيا حريصة على تعزيز التعاون مع المجتمعات الإسلامية الأفريقية، خاصة في مجالات التعليم والمشاريع الاجتماعية. وقال: ”يمكن أن تصبح تجربتنا في الحوار بين الأديان في روسيا متعددة القوميات نموذجًا يُحتذى به في الدول الأفريقية“.
تحتل الطريقة القادرية التي تأسست في القرن الثاني عشر على يد عبد القادر الجيلاني مكانة مهمة في غرب أفريقيا، حيث يشكل أتباعها ما يصل إلى 40 في المائة من السكان المسلمين.
المكتب الصحفي للجمعية الروحية لمسلمي روسيا
يعرب مجلس علماء الجمعية الدينية لمسلمي روسيا عن دعمه الكامل لمبادرة علماء وخطباء وأئمة بلاد الشام في دعوتهم لتوحيد العالم الإسلامي لمواجهة الإرهاب والتكفير والتطرف، الذي يجلب الدمار والمعاناة لشعوب سوريا والمنطقة بأسرها. ندعو جميع العلماء والمؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية إلى الوحدة والتضامن والعمل الفعّال ضد الحركات الإرهابية مثل "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تنشر الفساد في الأرض، وتسفك دماء الأبرياء، وتهدم البيوت.
الإسلام دين السلام والعدل والرحمة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا» (سورة المائدة: 32). وهذا دليل واضح على أن الإسلام يدين العنف وقتل الأبرياء بشدة. كما قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» (رواه البخاري).
ندعو جميع المسلمين إلى الاتحاد في مكافحة الفكر الإرهابي والتطرف الديني لحماية مجتمعاتنا من الآثار المدمرة للتطرف. ويؤكد مجلس علماء الجمعية الدينية لمسلمي روسيا على أهمية تقديم الدعم للشعب السوري المتضرر وللاجئين الذين يعانون من الحروب والصراعات. فهذا واجبنا أمام الله: حماية السلام والعدل والمقدسات الإسلامية من التخريب.
فلنتحد جميعًا لدعم سوريا في كفاحها من أجل السلام والاستقرار. معًا، يمكننا التغلب على الإرهاب والتطرف، وإعادة العدالة و السلام ، وضمان ازدهار مجتمعاتنا. نسأل الله العلي القدير أن يثبتنا على طريق الخير والتقوى. آمين.
7 نوفمبر 2024، موسكو
بسم الله الرحمن الرحيم! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أصحاب السمو والمفتين والحضرات وممثلي المناطق والضيوف!
اسمحوا لي مرة أخرى أن أهنئكم بعيد الوحدة الوطنية، متمنيا لكم الصحة والنجاح ورحمة الله تعالى.
أود أن أبدأ كلمتي بمهمة لطيفة: بكل سرور نهنئ مفتي جمهورية باشكورتوستان آينور حضرة بيرغالين على إعادة انتخابه بالإجماع لفترة جديدة. تضم الإدارة الديني لمسلمي جمهورية باشكورتوستان أكثر من 950 أبرشية؛ ويدرس أكثر من 700 شاكر في مدرستين بجمهورية باشكورتوستان. هذا كثير من العمل. نتمنى لآينور حضرات العون من الله عز وجل في خدمة الأمة والمثل العليا للإيمان.
نهنئ بصدق مفتي سانت بطرسبرغ والمنطقة الشمالية الغربية لروسيا، النائب الأول لرئيس الجمعية الدينية مسلمي روسيا رافيل حضرات بانتشيف بعيد ميلاده الستين. يقوم رافيل حضرات المحترم بالكثير من العمل مع المؤمنين، فضلاً عن تعزيز الصورة الدولية لروسيا. إنها شريك موثوق به في تعزيز الإسلام التقليدي. رضي الله تعالى عنه! اليوم لم يتمكن هو ومفتي تتارستان كميل حضرات ساميجولين من الانضمام إلينا بسبب مشاركتهما في المؤتمر الدولي للأمم المتحدة حول القضايا البيئية في باكو. تعتبر مشاركتهم في المنتدى التمثيلي حدثًا مهمًا.
اليوم، بفضل الله عز وجل، اجتمعنا في موسكو لعقد اجتماعنا الموسع لهيئة رئاسة الجمعية الدينية مسلمي روسيا ، والذي ينعقد في المبنى الإداري المؤقت للمجمع الإسلامي المستقبلي مع مسجد موسكو الجامع الذي سمي على اسم الأول مفتي روسيا محمدجان حضرة خسينوف في المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان في إقليم موسكو الجديدة.
إنه أمر رمزي للغاية أن يعقد اجتماعنا هذه الأيام على قطعة الأرض الخاصة بالمركز المشترك بين الأديان، والذي تم بناءه بدعم شخصي من رئيس روسيا فلاديمير بوتين. واليوم، في الأوقات الصعبة التي يمر بها وطننا الأم، يعتبر مسلمو البلاد أن مسؤوليتهم الأساسية هي تعزيز وحدة وتماسك المجتمع الروسي.
كتب السياسي الغربي الشهير ألين دالاس خطة لتدمير بلدنا في عام 1946، وسلط الضوء على القومية باعتبارها الأداة الرئيسية لتدمير الاتحاد السوفياتي. ونحن نرى بوضوح محاولات أعداء قوتنا المستمرة عبر مختلف أساليب التأثير المعرفي والمعلوماتي والنفسي للشجار بين الشعوب والأديان.
مهمتنا هي أن نتحد ونتحد قدر الإمكان، دون إعطاء أعداءنا حتى أدنى فرصة لتحقيق خططهم المناهضة لروسيا. ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو المسلمين في روسيا إلى عدم الخضوع للاستفزازات الخارجية وعدم القيام بأعمال عامة غير منسقة، والتعامل بشكل مدروس مع المعلومات والاستفزازات التي تمتلئ بها شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام اليوم بطريقة متوازنة.
لقد اشتهر بلدنا المتعدد الجنسيات دائمًا بالتفاهم المتبادل والاحترام لمختلف الأديان والثقافات والتقاليد. ومن المهم اليوم الحفاظ على هذا الحوار والاحترام المتبادل داخل البلاد، على الرغم من كل ما يحدث خارج حدودها. ومع ذلك، فقد لاحظنا مؤخرًا اتجاهات لا يمكن إلا أن تثير قلقنا.
نحن، المسلمين، السكان الأصليين لروسيا، الذين نمثل أكثر من ستين مجموعة عرقية، عشنا في الأصل هنا على هذه الأرض. ليس لدينا وطن آخر غير روسيا! نحن نعرف ونعتز بعاداتنا وتقاليدنا وإيماننا. نحن فخورون بهويتنا الروسية الاجتماعية ونعترف بأنفسنا كجزء عضوي من المجتمع الروسي. لكن في بعض الأحيان يتعين علينا أن نسمع كلمات عدائية موجهة إلينا بسبب المهاجرين وتصرفاتهم القبيحة والفظيعة أحيانًا - وهذا أمر غير عادل وغير سار وخاطئ.
ليست هناك حاجة لمقارنتنا بالضيوف الذين وصلوا مؤقتاً إلى البلاد، ونحكم عليهم من خلال أفعالهم، التي لا تشاركنا، وبالتالي لا علاقة لها بتراث أجدادنا والروح الحقيقية لشعوب المسلمين روسيا. ولا يمكن نقل المواقف السلبية تجاه المهاجرين - المتطرفين والمجرمين - إلى المسلمين الروس المحترمين، والمقيمين الأصليين في روسيا، وبالتالي تشكيل صور نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين الروس.
رئيس روسيا فلاديمير بوتين في 2 أبريل 2024، أشار في اجتماع للمجلس الموسع لوزارة الداخلية الروسية، إلى الحاجة إلى تجديد عميق وجذري لمناهج سياسة الهجرة. "بادئ ذي بدء، من الضروري ضمان مصالح وأمن الدولة والمجتمع، والحفاظ على الانسجام بين الأعراق والأديان، وهويتنا الثقافية واللغوية، وكل ما هو قوة روسيا. المبدأ القائل بأن أولئك الذين يحترمون تقاليدنا ولغتنا وثقافتنا وتاريخنا هم وحدهم الذين يمكنهم العيش والعمل في روسيا - يجب أن يكون هذا المبدأ حاسماً." نحن، مسلمو روسيا، نتضامن مع الكلمات المهمة التي جاءت في الوقت المناسب لرئيس دولتنا ونؤيد الموقف الذي عبر عنه.
بضع كلمات حول مشكلة أخرى. خلال سنوات الصحوة الإسلامية في روسيا، تم بناء آلاف المساجد التي دمرت في الماضي الإلحادي. بالنسبة للمسلم، المسجد هو نوع من المركز الروحي التعليمي لدراسة وفهم الإسلام، وتعزيز التضامن الإسلامي والوحدة الوطنية للمجتمع. كما أود أن أذكركم أنه بعد صلاة الجمعة في المساجد تقام الصلوات بما فيها خير البلاد وحاكم الدولة.
مساجدنا هي بيوت الله، دور العبادة المقدسة والمحترمة، موجودة في روسيا منذ أكثر من ألف عام، قبل ظهور موضوع الهجرة بوقت طويل، وستبقى إن شاء الله بعده. نجتمع في مساجدنا للصلاة والتنوير والتعليم وتقوية الإيمان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المساجد ليست أماكن للعبادة فحسب، بل هي أيضًا مظاهر فريدة من نوعها للهندسة المعمارية التي تزين بلادنا وتشهد على ثراء التنوع الروحي.
ونعتقد أن موضوع المساجد وتخصيص الأراضي ومشكلة بنائها لا ينبغي أن يصبح منصة للتعبير عن التوتر وكراهية الإسلام. بشكل عام، فإن أي شكل من أشكال مظاهر كراهية الإسلام والصراع بين الأديان كان دائما غريبا على روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن محاولات زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلادنا هي محاولات عقيمة. في سبتمبر من هذا العام اثناء مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أكد أسقف الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وبطريرك موسكو كيريل بحق: "ألقوا نظرة فاحصة على تجربة روسيا. يمكننا أن نحصل على أي شيء نريده، لكن ليس لدينا شيء واحد: الصراع بين الأديان. لم تكن موجودة قط! الأرثوذكسية والمسلمون إخواننا - في الواقع، وليس في الآداب الدبلوماسية. روسيا مثال على العلاقة المثالية تقريبا بين الأرثوذكسية والإسلام. ولهذا السبب كل شيء قوي جدًا معنا من وجهة نظر التضامن الوطني. ليس لدينا أي سبب لنعادي المسلمين، وليس لديهم أي سبب ليكونوا عداوة معنا. نحن، المسلمين، نتضامن مع الكلمات التي عبر عنها حضرته، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا جميعًا أن نكون متحدين وثابتين في رغبتنا في السلام والحوار وحسن الجوار.
أود أن أؤكد أن الإسلام في روسيا هو في المقام الأول دين، وليس أداة سياسية. وعلينا أن نحدد بوضوح أن تراثنا الديني يقوم على مبادئ الإيمان والرحمة والعدالة، التي لا تعتمد على الظروف السياسية ولا تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية. نحن لسنا على نفس الطريق مع الديماغوجيين والمغامرين.
الإسلام في روسيا دين متجذر بعمق في تاريخ بلادنا، وقد لعب دائمًا دورًا مهمًا في تشكيل الصورة الثقافية والروحية لشعبنا. هذا دين تنعكس قيمه في قلوب عشرات الملايين من الناس في بلادنا، ويلهمهم أعمال الرحمة وحسن الجوار والدفاع عن الوطن والخلق والتعايش السلمي. عندما نتحدث عن الإسلام، فإننا نتحدث عن دين يوحدنا، ويعلمنا حب جيراننا واحترام تنوع الآراء والتقاليد. وهذا دين يدعو إلى البحث عن الحقيقة والسلام الداخلي والرغبة في تحسين الذات، ويعارض المواجهة وكراهية الأجانب والعنف والتطرف.
لقد كانت روسيا وستظل معقلاً للقيم الروحية والأخلاقية التقليدية التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية. إن خيارنا يتشاطره أغلب الناس في العالم، بما في ذلك الملايين من مواطني الدول الغربية، كما أظهر اجتماع مجموعة بريكس الأخير في قازان. أود أن أشير بشكل خاص إلى دور رئيس الدولة الروسية فلاديمير بوتين في دعم تقاليدنا وقيمنا، وموقف الاحترام والثقة لجميع الديانات التقليدية في روسيا تجاه بعضهم البعض. وشدد الرئيس الروسي على أن "قوة روسيا تكمن في التنمية الحرة لجميع الشعوب، وفي تنوع وانسجام الثقافات واللغات والتقاليد؛ في الاحترام المتبادل، الحوار بين المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين وأتباع اليهودية والبوذية."
إن الحفاظ على وتعزيز الحوار القائم بين الأديان وتقاليد العلاقات العرقية والطائفية في روسيا أمر حتمي لأنشطتنا المشتركة.
إن المُثُل الأخلاقية السامية للديانات التقليدية في روسيا تعزز تماسك المجتمع ووحدته. هذه العلاقة الطيبة بين الأديان لها تأثير مفيد على الوضع في البلاد وتسهم بشكل مهم في استقرارها.
إنها حقيقة تاريخية أن روسيا برزت كدولة حضارة، كأكبر دولة متعددة الجنسيات والأديان في العالم، وذلك بفضل الدور الموحد للشعب الروسي والشعوب الأخرى، والحفاظ على وحدة روسيا الفريدة وتنوعها.
ويتم تسهيل ذلك من خلال تنفيذ أساسيات سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها، والتي تمت الموافقة عليها بموجب مرسوم رئيس روسيا فلاديمير بوتين رقم 809 بتاريخ 9 نوفمبر 2022. وبفضل هذه الوثيقة، تصل أنشطة السلطات والمنظمات الدينية والجمهور في هذا المجال إلى مستوى نوعي جديد من الحوار والتفاهم المتبادل والتعاون والمسؤولية، مما يتطلب تضامنًا مشتركًا وأفكارًا ومقاربات وممارسات جديدة.
بالنسبة للمنظمات الإسلامية، تعتبر الأنشطة الرامية إلى الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية أولوية. المبدأ التوجيهي لمجالات تطبيق جهودنا هو البند 10 من الأساسيات، الذي يحدد أن سياسة الدولة للحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها يتم تنفيذها في مجال التعليم والتربية، والعمل مع الشباب والثقافة والعلوم والعرقيات والثقافات. العلاقات بين الأديان، وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، التعاون الدولي.
وفي هذا الصدد، أود أن أشير إلى أن الأنشطة اليومية للمنظمات الإسلامية، والعمل مع المؤمنين في الرعايا، والتعليم الإسلامي والتنوير، وجميع أشكال الخدمة الاجتماعية للإسلام تهدف إلى تعزيز الأسس الروحية والأخلاقية الأساسية لحياة المجتمع والدولة.
في الظروف الحديثة، تعتبر قضايا التعليم ذات صلة، وتحتل مكانًا مهمًا في أنشطة الإدارات الروحية الإقليمية للمسلمين. أود أن أشير إلى أن إحياء الإسلام يسير بشكل كامل على أساس نظامه التاريخي للتعليم الديني واللاهوت المحلي بدعم من الدولة.
نحن، مسلمو روسيا، باسم رئيسنا فلاديمير بوتين، نربط الحل بقضايا تشكيل نظام متكامل للتعليم الإسلامي الديني الحديث وتطوير المدرسة اللاهوتية المحلية ونتحرك في هذا الاتجاه.
بالنسبة للشعوب المسلمة في روسيا، من المهم للغاية عدم الانفصال عن التقاليد، وتوحيد جهودنا في إحياء وتطوير اللاهوت المحلي، ودراسة القيم الروحية الإسلامية التقليدية وتنفيذها في العملية التعليمية، في العلوم البحث في الممارسة التعليمية وعمليات تشكيل الهوية المدنية العامة للمسلمين الروس.
ومع أنشطة مجلس التربية الإسلامية وتشكيل الكتلة العلمية والتعليمية البلغارية، وتكثيف أنشطتنا في الجمعية العلمية والتربوية اللاهوتية، فإننا نعلق آمالنا على زيادة فعالية الأنشطة التعليمية والبحث اللاهوتي، وتحديث القاعدة التعليمية والمنهجية، والنجاح في تدريب الكوادر الإسلامية. هذه القضايا هي محور اهتمام الإدارات الدينية الإسلامية الإقليمية.
تمر روسيا اليوم بوقت عصيب، وفي هذه الفترة الصعبة، يدعم مسلمو البلاد وطننا ليس فقط بالقول، ولكن أيضًا بالفعل، سواء في طليعة العملية العسكرية الخاصة أو في المؤخرة، مما يدل على التماسك ووحدة شعب روسيا. اليوم نحن نقاتل من أجل الحياة والهوية والاستقلال، إذا أردت أن تقول الاستبداد، من أجل الحق في أن نكون روسيا ذات السيادة وأن نبقى كذلك.
تقوم القوات المسلحة الروسية بجدارة بمهمتها في حماية المصالح الوطنية لروسيا، وإظهار الوطنية والشجاعة العسكرية، والولاء للوطن، والقسم والواجب.
تهدف الإمكانات الروحية والأخلاقية للإسلام إلى رعاية المُثُل العليا، مما يساعد على ضمان أن الأساس الروحي للخدمة العسكرية في روسيا الحديثة يشمل قيمًا مثل الوطنية والمواطنة، والواجب العسكري والشرف، والشجاعة والبطولة، والإيمان بالله والعدالة وتصحيه.
ومن المهم أن نلاحظ أن الإمكانات الروحية والأخلاقية للإسلام لا تهدف فقط إلى تعزيز التقليد التاريخي للخدمة العسكرية للشعب والوطن، ولكن أيضًا إلى إعادة التأهيل الروحي والأخلاقي والنفسي والاجتماعي للجنود، وتوفير المساعدة لأفراد أسرهم.
منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية الخاصة، تقوم هياكل الجمعية الدينية لمسلمي روسيا بعمل مكثف ومستمر لتقديم المساعدة الروحية والإنسانية للعسكريين وعائلاتهم. وتنعكس البيانات في النشرة. تقوم هياكل الجمعية الدينية لمسلمي روسيا بجمع المساعدات الإنسانية بانتظام ومن ثم إرسال البضائع إلى منطقة العمليات العسكرية الخاصة. يقوم أبناء الرعية بجمع الأموال لشراء كل ما يحتاجون إليه: السيارات، والمروحيات الرباعية، وأجهزة التصوير الحراري، وأجهزة الرؤية الليلية، وشبكات التمويه، والمولدات الكهربائية، والسخانات، ومناشير البنزين، ومجموعات المفاتيح لإصلاح الدبابات، والمجارف، والفؤوس، والملابس الدافئة، ومنتجات النظافة، والأدوية والطعام وأكثر من ذلك. بالإضافة إلى جمع الأموال للمؤسسات، أرسلت المنظمات الإسلامية عدة مركبات للأفراد العسكريين.
كما يتم تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المناطق الجديدة. بالإضافة إلى المساعدة الإنسانية، يتم أيضًا تقديم الدعم الروحي للجنود وعائلاتهم: يتم تنظيم الصلوات بانتظام للتعبئة وعائلاتهم، ويتم إرسال رسائل الدعم من تلاميذ المدارس، ويتم نشر كتيبات تحتوي على صلوات قصيرة للتعبئة. وتؤكد كل هذه الجهود على وحدة الشعوب والاهتمام المشترك لمسلمي روسيا بالمدافعين عن وطننا الأم.
حضرات شريفة!
في الآونة الأخيرة، تم القيام بالكثير من العمل لإعادة بناء مبنى المعهد الإسلامي الذي يحمل اسم محمدجان خوسينوف في موسكو، لتصميم مجمع إسلامي يحمل اسم مسجد موسكو الجامع باسم محمدجان خوسينوف في المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان في إقليم موسكو الجديدة (كوموناركا). تم وضع الحجر الأول للمساجد والبركات في (إيكاترينبرج، بريموري، سورجوت، منطقة إيركوتسك). يجري بناء المساجد في المناطق (...منطقة فولجسكوي، منطقة فولغوجراد، تشوفاشيا، إيركوتسك وأومسك،). يتم الانتهاء من المجمعات الجميلة معماريا في محج قلعة وسيميربول. يجري العمل على بناء مدارس لمنطقة سيبيريا بأكملها في نوفوسيبيرسك، ويجري العمل في هذا الاتجاه أيضًا في لوغانسك.
يواصل الجمعية الدينية مسلمي روسيا العمل الشامل لتعزيز مجتمعات الرعايا الجدد في روسيا وفي هذا الصدد أود أن أشكر نائب رئيس الجمعية الدينية مسلمي روسيا دينيس حضرة مصطفى الذي يشرف على هذه القضية من الجمعية الدينية مسلمي روسيا ومفتي جمهورية لوغانسك الشعبية محمد حضرات جامباروف مفتي منطقة موسكو يشرفان على عمل الجمعية الدينية مسلمي روسيا بشأن التعامل مع وزارة الدفاع الروسية داود خضرات موخوتدينوف.
يستحق إمام منطقة كورسك عيسى سليم سلطانوف كلمات الامتنان العالية لمآثره في إنقاذ حياة المدنيين في كورسك تحت نيران العدو. وبالطبع فإن جميع الإدارات الدينية الإقليمية للمسلمين، دون استثناء، تستحق كلمات الشكر على مساهمتها الكبيرة في انتصار الخير على الشر. إن مساهمتك في القضية المشتركة لا تقدر بثمن!
وفي جمهورية لوغانسك الشعبية، يجري العمل على إحياء التعليم الإسلامي. أقيمت هناك فعاليات احتفالية لإنشاء مدرسة مستقبلية ومدرسة للمواد الجديدة، والتي سيتم تسميتها على اسم بطل روسيا نورماغوميد جادجيماغوميدوف، الذي ضحى بحياته في العملية العسكرية الخاصة. أصبح إنشاء المدرسة ممكنًا بفضل جهود هيئة رئاسة الجمعية الدينية مسلمي روسيا؛ وقد حظي المشروع بالإجماع بدعم رجال الدين المسلمين وباركه والد البطل إنجلز ماجوميدوفيتش جادجيماجوميدوف. وستكون المؤسسة التعليمية الجديدة بمثابة مركز تنسيق ومنهجية للمنظمات الإسلامية في الكيانات المكونة الجديدة لروسيا.
وفي سانت بطرسبرغ، ومن خلال جهود سلطات منطقة لينينغراد والإدارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ والمنطقة الشمالية الغربية من روسيا، عُقدت قمة دينية دولية أخرى واسعة النطاق، جمعت ضيوفًا من أكثر من 40 دولة. وعقدت منتديات تعليمية مهمة في تومسك وأومسك وفولجسك وأوفا.
وأعلنت الجمعية الدينية مسلمي روسيا تضامنه مع الشعب الفلسطيني وأدان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ببالغ الألم تلقينا نبأ الأحداث المأساوية التي شهدها لبنان جراء الغارة الإسرائيلية وانفجار الأجهزة المنزلية على المواطنين العاديين، والتي أدت إلى سقوط ضحايا. وكجزء من الدبلوماسية العامة، نعلن بحزم تضامننا الإسلامي، وضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
تعمل الجمعية الدينية مسلمي روسيا ، في إطار الدبلوماسية العامة، بنشاط على المستوى الدولي، حيث يقيم ويعزز العلاقات والتعاون مع أتباع الدين في عدد من البلدان الأجنبية. وحتى لا أثقل جدول الأعمال، سأذكر الأحداث والحقائق التي حدثت خلال الشهرين الماضيين فقط.
وهكذا، في 27 أغسطس، أقيم حفل استقبال دبلوماسي في موسكو بمشاركة ممثلي الجمعية الدينية مسلمي روسيا بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال جمهورية إندونيسيا. هنأ دبلوماسيون ومستشرقون وشخصيات عامة روس مشهورون أصدقاءهم وزملائهم الإندونيسيين بمناسبة عيد الاستقلال.
في 12 سبتمبر، في عاصمة تتارستان، عقد رئيس الجمعية الدينية مسلمي روسيا اجتماعا مع نائب الأمين العام للرابطة الإسلامية العالمية ومجلس علماء المملكة العربية السعودية الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله الزيد. ويأتي هذا اللقاء الرفيع المستوى في إطار زيارة وفد الرابطة الإسلامية العالمية الذي وصل إلى قازان بدعوة من الجمعية الدينية مسلمي روسيا والغرفة العامة لجمهورية تتارستان بهدف المشاركة. في المائدة المستديرة الدولية "مجموعة البريكس العامة للتنمية السيادية".
وفي 19 سبتمبر/أيلول الجاري، افتتحت في طهران أعمال المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الإسلامية، الذي ينعقد تحت شعار "التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة مع التركيز على موضوع فلسطين". وعقد المنتدى بمشاركة أكثر من ثلاثمائة شخصية دينية وعامة مشهورة من دول شرق وغرب آسيا وماليزيا وإندونيسيا وأمريكا. وشارك أيضًا مع رئيس الجمعية الدينية مسلمي روسيا، مفتي منطقة فولغوجراد، باتا كفاح محمد، في هذا المنتدى الديني الدولي الكبير.
20 سبتمبر من هذا العام التقى رئيس الجمعية الدينية مسلمي روسيا مع الأمين العام للمجمع العالمي للتقارب بين المذاهب الإسلامية آية الله حميد شهرياري.
في 24 سبتمبر 2024، أقيم حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 94 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في موسكو بمشاركة ممثلي الجمعية الدينية مسلمي روسيا.
بتاريخ 21 تشرين الأول 2024، زار مقر الجمعية الدينية مسلمي روسيا وفد من علماء المسلمين من جمهورية العراق يتقدمهم نائب رئيس جمعية مجلس عليموف الرباط المحمدي عضو المجلس الأعلى للأوقاف السنية في العراق دكتور في العلوم الشرعية الشيخ محمد جاسم النوري.
لقد تلقينا مؤخراً دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في مؤتمر دولي. تتمتع الجمعية الدينية مسلمي روسيا بمكانة استشارية خاصة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ويتم القيام بالكثير من العمل التحليلي في هذا الاتجاه. لدينا هذه الأيام ضيوف من 9 دول في فعالياتنا، وأود أن أرحب بشكل خاص بوفود إثيوبيا والسنغال. وأعرب عن خالص امتناني لوزارة الخارجية الروسية لدعمها أنشطتنا.
كشخصية دينية، أريد التأكيد على أن الأنشطة الدولية للمنظمات الإسلامية الدينية، التي تعكس تطلعات وآمال الملايين من المؤمنين، تعزز القاعدة الاجتماعية، وأساس دبلوماسية الدولة الحديثة وأدوات "القوة الناعمة" على الساحة الدولية. .
في شهر مارس من هذا العام، تم عقد لقاء دافئ مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل. وجرى حوار مفتوح ولطيف مع فهم القيم المشتركة، مثل حب الوطن والوطنية والولاء للتقاليد. ولوحظت العلاقات الجيدة تاريخياً بين المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين. ونتيجة لهذا اللقاء، تم التأكيد على أهمية الوحدة والوئام بين الأديان في البلاد، الأمر الذي يشكل ضمانة للسلام والوئام بين الشعوب.
ويجري الآن إعداد تقرير خبراء سنوي حول احترام حقوق المسلمين في روسيا الاتحادية
لعام 2024. ويجري العمل الخبراءي والتحليلي النشط لرصد الوضع مع حقوق المؤمنين. ويتضمن التقرير توصيات لمختلف الهياكل لمواصلة تحسين العمل في مجال حرية الضمير والدين. وتقدم هذه الوثيقة مساهمة معينة في مواصلة تطوير حركة حقوق الإنسان في البلاد.
تعمل الجمعية الدينية مسلمي روسيا على تنفيذ عدد من المشاريع الاجتماعية المهمة، مثل: المشروع الإعلامي والتعليمي إسلام إنفورم، والذي في إطاره تم إنشاء وكالة الإعلام الإعلامي "إسلام إنفورم"، وتم تطوير مفهومها وتوحيدها. تم إنشاء بوابة معلومات عن الإسلام في روسيا - "مسلمو روسيا". يتم تنفيذ المشاريع بالاشتراك مع دائرة السجون الفيدرالية في روسيا لمنع انتشار أيديولوجية الإرهاب والتطرف في المستعمرات.
دعونا نلاحظ مهرجان الفن الإسلامي "أوستابيك"، في إطار المهرجان من المقرر عقد فعاليات إبداعية وتعليمية تعزز تصور القيم العائلية التقليدية والحفاظ عليها ونشرها: ندوات فنية للفنانين لإنشاء أعمال حول موضوعات الأسرة والطفولة؛ محاضرات ودروس ماجستير مفتوحة حول موضوع الأمومة والتربية في الإسلام؛ المعارض في موسكو، كازان، تشيليابينسك، تشيبوكساري، إيركوتسك.
إن عقد منتديات الشباب لعموم روسيا "الأنصار"، وتجمع الأطفال والشباب لعموم روسيا "إيمان"، وعقد حلقات دراسية تدريبية للزعماء الروحيين والأئمة في المقاطعات الفيدرالية في أوفا وفولغوغراد وموسكو وكيميروفو وغيرها من المشاريع لها صدى إيجابي.
اليوم العمل في مجال المعلومات مهم للغاية. ومن الضروري تعزيز العمل الإعلامي لجميع هياكل الجمعية الدينية مسلمي روسيا، وإيجاد أشكال جديدة لنقل المعلومات الدقيقة والصحيحة. وهذه مسألة مهمة حقا وتتطلب اهتمامنا. هذه جبهة حقيقية!
إن تعزيز التفاعل بين المناطق في وسائل الإعلام، ودخول الأجندة الإعلامية الفيدرالية للإدارات الدينية الإقليمية للمسلمين سيكون خطوة مهمة لظهور معلومات موثوقة في الفضاء المعلوماتي. ومن المهم أن نركز جهودنا على العمل مع الشباب، وإشراكهم في مشاريعنا.
كما ذكرنا سابقًا، من الضروري الانتباه إلى مظاهر رهاب المهاجرين (الذي يؤثر على السكان الأصليين في روسيا)، والدعوات النشطة ضد بناء المساجد، والشكاوى العامة والنداءات، مع عدم الخضوع للعواطف والاستفزازات. نحن نسعى جاهدين لحل المشاكل التي تنشأ في مناطق روسيا وفقا للقانون وبلهجة هادئة في شكل حوار. لا يمكنك حلها بالعواطف، فأنت بحاجة إلى عمل متوازن. ونرى معًا أن قادة المنظمات الدينية أنفسهم بحاجة إلى جعل الوثائق متوافقة. ومن الضروري تعزيز العمل التربوي في المناطق، والعمل بشكل أكبر مع الجمهور والسكان، وإنشاء محتوى إيجابي حول أنشطة المنظمات الإسلامية، وزيادة تواجدنا المعلوماتي على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
في الوقت الحالي، يواجه المجتمع المسلم في روسيا، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، ضغوطًا هائلة من التحديات الناشئة باستمرار في العالم الحديث، والتي لم يتم الرد على الكثير منها بعد. وفي هذا الصدد، تتحمل المؤسسات العلمانية التابعة للدولة والمنظمات الدينية عبئًا ومسؤولية جسيمة لحل القضايا الناشئة التي يمكن أن تؤثر في نفس الوقت على العديد من مجالات حياة الناس، بما في ذلك. الثقافية والدينية والوطنية.
المشكلة الرئيسية، في هذه الحالة، هي عدم قدرة الهياكل الإسلامية والدولة على إعطاء إجابة واحدة موحدة، بسبب تعدد الجنسيات وتعدد الأديان لشعب روسيا، وبالتالي ترك المجال للأنشطة الأيديولوجية للمراكز الأيديولوجية الأجنبية. وفي هذا الصدد، بدأ إنشاء هيكل جماعي - مجلس الفتوى بمشاركة خيرة العلماء. لقد تحدثنا عن هذه القضية في المنتدى القانوني في سانت بطرسبرغ وفي القمة الدينية. وقد أمر الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النخل:43]. وقال محمد بن سيرين رحمه الله: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم). وكما يقول المثل: "لا يُحكم على الطاحونة ببنيتها الحجرية، بل بنوعية الدقيق الذي تصنعه"!
ومن أجل زيادة فعالية هذا الهيكل أيضًا، من المخطط إنشاء مجلس خبراء لاهوتي من بين الشخصيات الدينية، الذين يتمتعون، بالإضافة إلى المعرفة اللاهوتية، بمستوى عالٍ من التعليم العلماني والخبرة في العلاقات بين الدولة والطائفة، الأمر الذي سوف المشاركة في المراقبة العامة وجمع وتحليل المعلومات حول القضايا الراهنة ونتائج العمل بالفتاوى المقبولة. إن إنشاء هيئة فتوى واحدة سيضمن الوحدة الروحية والأيديولوجية للمجتمع المسلم في روسيا الاتحادية بشأن القضايا الرئيسية والهامة في جدول الأعمال العام، الأمر الذي سيزيد بشكل كبير من استقرار العلاقات العرقية والدينية في المجتمع.
أصدقائي الأعزاء!
وفي نهاية كلمتي أود أن أعرب عن خالص امتناني لقيادة مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية على دعمهم لمبادراتنا ومساعدتهم في تنفيذ المشاريع والمهام التي تهم الوطن. .
كما أعرب عن امتناني لقادة المناطق والهياكل الحكومية الفيدرالية، الذين يأتون دائمًا بلطف وبقلب طيب ومنفتح وتفهم إلى الإنقاذ ويقدمون كل الدعم الممكن للجمعية الدينية مسلمي روسيا وهياكله. ودعواتنا لرضا الله عن جميع إخواننا وأخواتنا العاملين في تنمية الإسلام من الأئمة والمؤذنين والمعلمين والمحسنين ومجالس الرعايا والمحتسبين والمفتين.
وأنا على يقين أننا بالاعتماد على القرآن الكريم واتباع سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والاعتماد على فهم إخواننا المؤمنين بالتعاون مع السلطات، سنتمكن من التغلب على كل شيء. الصعوبات، تصبح أقوى وأكثر اتحادا في حماية مصالح ومثل وطننا الأم، في الحفاظ على الأسس الثقافية والروحية والأخلاقية الأصلية لحياتنا والمستقبل المستدام لروسيا.
انتهى التقرير.
شكرًا على اهتمامكم.
2024
في إطار الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)، انعقدت في باكو القمة العالمية للزعماء الدينيين تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف.
بدعوة من رئيس مكتب مسلمي القوقاز شيخ الإسلام الله شكر باشازاده، شارك في المنتدى مفتي الإدارة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ والمنطقة الشمالية الغربية من روسيا رافيل حضرات بانتشيف.
ونظمت القمة، التي عقدت تحت شعار "أديان العالم في سبيل اسم الكوكب الأخضر"،من قبل وزارة البيئة والموارد الطبيعية في جمهورية أذربيجان، واللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية الإسلامية، ومجلس حكماء المسلمين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومكتب مسلمي القوقاز. وحضر هذا الحدث أيضًا حوالي 300 من الزعماء الدينيين البارزين في العالم، وممثلي الحكومات الأجنبية، وكبار مسؤولي الأمم المتحدة، ورؤساء المنظمات الدولية، والعلماء والزعماء الدينيين.
الخدمة الصحفية الجمعية الدينية لمسلمي روسيا
2024
عقد اجتماع موسع الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، شارك فيه ممثلو الجمعية الدينية لمسلمي روسيا من أكثر من 30 منطقة في روسيا والضيوف المدعوين من موسكو وباشكورتوستان وتتارستان وشبه جزيرة القرم وممثلي الحكومة الفيدرالية، وكذلك المنظمات الإسلامية في السنغال وإثيوبيا. ومن الأمور الرمزية أن الاجتماع عُقد على أراضي المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان قيد الإنشاء في منطقة كوموناركا (موسكو).
قدم رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا مفتي موسكو البير خضرات كرجانوف تقريرا كبيرا ومفصلا عن القضايا الرئيسية واتجاهات نشاط الأمة الروسية.
وفي الاجتماع، تمت مناقشة المشاكل الملحة التي يواجهها مسلمو روسيا: الوضع الديموغرافي للمسلمين الأصليين في البلاد، وتربية الأطفال على المبادئ الأخلاقية الصحيحة، والحفاظ على القيم العائلية التقليدية، وقضايا دعم الأسر والمشاركين في العملية العسكرية الخاصة، وكذلك مسألة السيطرة على المهاجرين على أراضي روسيا الاتحادية. وقد أثيرت مسألة جدول الأعمال الدولي للجمعية الدينية لمسلمي روسيا، كما تمت مناقشة دعم الشعب الفلسطيني.
وناقش مفتي المناطق الروسية، بمن فيهم ممثلو باشكورتوستان وتتارستان، الحاجة إلى توسيع البنية التحتية للمجتمع المسلم في موسكو. وكثيراً من الاحيان تكون هناك شكاوى من المواطنين حول عدم توفر أماكن للنساء والأطفال، مما يتطلب إنشاء مساحات ومراكز ثقافية جديدة. هناك حاجة إلى مرافق إضافية للمناسبات الثقافية والتعليم والترفيه، مما سيعزز ارتباط المسلمين بالتراث الروحي والثقافي لبلدنا.
"نحن، المسلمين، السكان الأصليين لروسيا، الذين يمثلو أكثر من ستين مجموعة عرقية، عشنا في الأصل هنا على هذه الأرض. ليس لدينا وطن آخر غير روسيا! نحن نعرف ونعتز بعاداتنا وتقاليدنا وإيماننا. نحن فخورون بهويتنا المدنية الروسية ونعترف بأنفسنا كجزء عضوي من المجتمع الروسي. لكن في بعض الأحيان يتعين علينا أن نسمع كلمات عدائية موجهة إلينا بسبب تصرفات المهاجرين القبيحة والفظيعة أحيانًا - وهذا أمر غير عادل وغير سار وخاطئ. ليست هناك حاجة لمقارنتنا الضيوف الذين وصلوا مؤقتاً إلى البلاد، ونحكم عليهم من خلال أفعالهم، التي لا تشاركنا، وبالتالي لا علاقة لها بتراث أجدادنا والروح الحقيقية لشعوب المسلمين روسيا. وأشار البير خضرات في كلمته إلى أنه من المستحيل نقل الموقف السلبي تجاه المهاجرين - المتطرفين والمجرمين - إلى المسلمين الروس المحترمين، والمقيمين الأصليين في روسيا، وبالتالي تشكيل صور نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين الروس.
تم إيلاء اهتمام خاص لموضوع بناء المساجد في روسيا. وتبادل مفتي المناطق الروسية خبرتهم في التفاعل البناء مع السلطات الإقليمية. ولم تكن بمنأى عن المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان ومسجد موسكو الجامع الذي يحمل اسم المفتي الأول لروسيا محمدجان خوسينوف (المدفون في باشكيريا) على أراضي منطقة كوموناركا (موسكو). وأشار الحاضرون إلى أنه يتم بناء المساجد لمواطنيهم، لمواطني روسيا، للمسلمين الأصليين الذين عاشوا أصلاً في روسيا. لا يعد المسجد مكانًا للعبادة فحسب، بل يعد أيضًا مركزًا اجتماعيًا وثقافيًا مهمًا، خاصة بالنسبة للشعوب الأصلية في روسيا.
وأكد رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، المفتي البير خضرات كرجانوف: "خلال سنوات الصحوة الإسلامية في روسيا، تم بناء آلاف المساجد التي دمرت في الماضي الإلحادي. بالنسبة للمسلم، المسجد هو نوع من المركز الروحي التعليمي لدراسة وفهم الإسلام، وتعزيز التضامن الإسلامي والوحدة الوطنية للمجتمع. كما أود أن أذكركم أنه بعد صلاة الجمعة في المساجد تقام الصلوات بما فيها خير البلاد وحاكم الدولة. مساجدنا هي بيوت الله، دور العبادة المقدسة والمحترمة، موجودة في روسيا منذ أكثر من ألف عام، قبل ظهور موضوع الهجرة بوقت طويل، وستبقى إن شاء الله بعده. نجتمع في مساجدنا للصلاة والتنوير والتعليم وتقوية الإيمان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المساجد ليست أماكن للعبادة فحسب، بل هي أيضًا مظاهر فريدة من نوعها للهندسة المعمارية التي تزين بلادنا وتشهد على ثراء التنوع الروحي. ونعتقد أن موضوع المساجد وتخصيص الأراضي ومشكلة بنائها لا ينبغي أن يصبح منصة للتعبير عن التوتر وكراهية الإسلام. بشكل عام، فإن أي شكل من أشكال مظاهر كراهية الإسلام والصراع بين الأديان كان دائما غريبا في روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن محاولات زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلادنا غير مثمرة ويائسة."
وتحدث المفتون والأئمة المحترمون في جدول الأعمال والقضايا الملحة الأخرى للمفتين الإقليميين: مفتي الإدارة الدينية لمسلمي سيبيريا ذو القرناي شاكرزيانوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية باشكورتوستان آينور بيرغالين، نائب مفتي جمهورية تتارستان رافيل زفيروف، نائب مفتي مسلمي القرم أسد الله بايروف، رئيس المفتية جمهورية داغستان عبد الله سليموف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي منطقة نوفوسيبيرسك سليم شاكرزيانوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية لوغانسك الشعبية محمد إسماعيل جامباروف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي منطقة سفيردلوفسك عبد القدوس عشارين، مفتي الإدارة الدينية المركزية لمسلمي منطقة فولغوجراد باتا كفاح محمد، مفتي المنظمة الدينية المركزية للمسلمين "مفتية بايكال" فريد منجليف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي مدينة تومسك ومنطقة تومسك نور الله تورسونباييف، نائب المفتي منطقة خانتي مانسيسك ذاتية الحكم في أوجرا كميل ساماتوف، مفتي الإدارة الدينية لمسلمي منطقة كيميروفو تاجير بيكشانتاييف، مفتي الإدارة الدينية الإقليمية لمسلمي منطقة بينزا أبوبياكيار يونكين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي تشوفاشيا منصور خايبولوف والنائب الأول لمفتي تشوفاشيا إلياس سفييانوف، مفتي الجمعية الدينية لمسلمي إقليم بريمورسكي راميل كيلمخاميتوف، مفتي منطقة موسكو داود مخوتدينوف، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية ساخا (ياقوتيا) موسى ساجوف، إمام خطيب منطقة مورمانسك محمد حبيب جادجاييف، رئيس المنظمة الدينية المحلية للمسلمين "المسار" في تشيليابينسك راؤول توخفاتولين وممثلين آخرين للمنظمات الإسلامية من مناطق داغستان وفلاديفوستوك وبتروبافلوفسك – كامتشاتسكي وآمور وبسكوف وسمولينسك وتفير وفلاديمير وموردوفيا وروستوف – نا – دونو وكورسك وليبيتسك.
وفي الختام، أشار رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا ، المفتي البير خضرات كرجانوف مرة أخرى إلى إنتاجية العمل المشترك لجميع المكاتب الإقليمية، وشكر حضرات على عملهم الكبير في تعزيز الإسلام والأمة الروسية، وتمنى المزيد من النجاح ومساعدة سبحانه وتعالى في تنفيذ كافة الخطط.
الخدمة الصحفية للجمعية الدينية لمسلمي روسيا
https://dsmr.ru/ar#sigProId7bf22f3cdc
وتم الافتتاح الكبير للمؤتمر في العاصمة الإيرانية بمشاركة أكثر من 300 شخصية دينية وعامة مشهورة من دول شرق وغرب آسيا وماليزيا وإندونيسيا وأمريكا. ويشارك أيضًا رئيس الجعمية الدينية لمسلمي روسيا، مفتي موسكو ألبير حضرة قرغانوف، ومفتي منطقة فولغوغراد باتا كفاح محمد، في منتدى ديني دولي كبير. ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتم اختيار الموضوع الرئيسي للمؤتمر: “التعاون الإسلامي للتوصل إلى القيم المشتركة تأكيدا على القضية الفلسطينية”.
أكد الأمين العام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام حامد شهرياري أن اليوم أهم صلة عملية بين الأمة الإسلامية تظل القضية الفلسطينية، لذلك كان لدينا هذا العام إضافة تسمى “الوحدة المؤتمر"، والذي يركز بشكل خاص على القضية الفلسطينية.
دعونا نتذكر أنه في أغسطس 2023، زار وفد روسي برئاسة المفتي البير حضرة قرغانوف طهران في زيارة عمل، ناقشت خلالها المنظمات الدينية في روسيا وإيران إمكانية التعاون المشترك. وفي وقت سابق أيضاً، ناقش البير حضرة، في إطار اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا العالم الإسلامي" والمنظمة العالمية للتقارب بين المذاهب، عدداً من القضايا المهمة في مجال تطوير المزيد من التفاعل والتعاون في موسكو. مع حامد حولي شهرياري.
وأشار المشاركون في الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر الوحدة الإسلامية إلى أن الإسلام اليوم هو أساس الحضارة الإسلامية ويحتوي على إمكانات قانونية واجتماعية وروحية وأخلاقية وتعبئة وتكاملية كبيرة لتنمية الأمة العالمية. وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الأهمية المتزايدة لحركة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والدور الإيجابي للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب، والجمعية العالمية للتقريب بين المذاهب. إن تضامن العالم الإسلامي وتعزيزه ومواصلة تطويره، واستمرار الحوار بين أديان وحضارات العالم، والحالة العامة للعلاقات العالمية يعتمد إلى حد كبير على الفهم الحقيقي والصحيح لأسس الإسلام.
وفي خطابه، لفت ألبير حضرة الانتباه إلى حقيقة أنه في المرحلة التاريخية الحالية، فإن مشكلة العلاقة بين المذاهب ليس لها أهمية نظرية ومعرفية وأيديولوجية فحسب، بل أيضًا أهمية اجتماعية وسياسية مهمة للأمة. وعلى مدى العقود الماضية، نما التضامن الإسلامي وتعزز بشأن قضية نضال فلسطين من أجل تقرير المصير.
بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فإن التضامن مع فلسطين وحماية الحرم الثالث للإسلام، الأقصى، له طابع موحد ويوحد الأمة العالمية. وتدل على ذلك نتائج اجتماعنا اليوم الذي عقد تحت شعار “التعاون الإسلامي للتوصل إلى القيم المشتركة تأكيدا على القضية الفلسطينية ”.
وقال المفتي: "نحن، مسلمو روسيا، نعتقد أنه يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين، ويجب أن يكون لفلسطين دولتها الخاصة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا سيحقق السلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".
الخدمة الصحفية للجمعية الدينية لمسلمي روسيا
https://dsmr.ru/ar#sigProIde788c46f6a
14 مارس 2024
بتاريخ 14 آذار 2024، في المقر البطريركي والمجمعي في دير دانيلوف بموسكو، عُقد لقاء بين قداسة بطريرك موسكو و عموم روسيا كيريل مع وفد الزعماء المسلمين برئاسة مفتي الجمعية الدينية لمسلمي روسيا البير خزرات كرجانوف.
وقد شارك من إدارة العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو كل من: رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية المتروبوليت أنطوني من فولوكولامسك، وأمين قسم العلاقات الكنسية الخارجية بين الأديان الكاهن إيليا كاشيتسين.
ومن جانب الجمعية الدينية لمسلمي روسيا شارك: النائب الأول لرئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، مفتي سانت بطرسبورغ والمنطقة الشمالية الغربية، رافيل بانتشيف، رئيس قسم شؤون الإدارة الدينية لمسلمي روسيا في مدينة موسكو والمنطقة الوسطى "مفتية موسكو" الإمام الخطيب دينيس خزرات مصطفين.
وفي كلمته أمام الضيف، أشار رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى سنوات عديدة من التعاون الصادق والمثمر مع الجمعية الدينية لمسلمي روسيا.
"نحن نقدر كثيرًا الموقف - سواء منكم شخصيًا أو من المجتمع الذي تقودونه - والذي يهدف إلى تعزيز السلام بين الأديان في بلدنا والعلاقات الجيدة مع الأرثوذكسية. أعتقد أن العلاقة الحالية يمكن أن تكون بمثابة مثال. أولاً، إنها مخلصة - فالتحدث معكم دائمًا بسيط جدًا وسهل، لأنه عندما تشعر بصدق شخص ما، يكون من السهل التحدث، ويتم إنشاء علاقات جيدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نتحدث بعقل واحد في أماكن مختلفة. أحد العوامل المهمة جدًا بالنسبة لنا هو حب الوطن ودعم شعبنا متعدد الجنسيات وموقفنا الوطني. وبالطبع الولاء لتقاليدنا والإيمان الصادق بالله والرغبة في العيش وفق شريعة الله. وشدد قداسة البطريرك كيريل على أن "شريعة الله تفترض محبة الناس".
واستغرق لقاء الرعاة الدينيين أكثر من ساعة ونصف، وتميز بأجواء ودية، مشبعة بروح الاحترام المتبادل والإجماع.
وقال قداسته: "نحن نقدر كل هذا، ونعتبره مساهمة في السلام والوئام بين الأديان في جميع أنحاء بلدنا، ولكن أيضًا إلى حد ما، لا أخشى أن أقول ذلك، وهو مثال للمجتمعات الأخرى، لأن العلاقات الأخوية الصادقة بين إن الأرثوذكس والمسلمين، وخاصة في روسيا، هم ضمانة، من بين أمور أخرى، للسلام والوئام بين الشعوب.
من جانبه أعرب المفتي البير كرجانوف عن امتنانه للقاء المنظم مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل. وأشار إلى التجارب الحياتية التي تعرض لها قداسة البطريرك خلال سنوات الإلحاد المتشدد، مشيراً إلى أن الوقت الحاضر يشكل أخطر التحديات على المؤمنين.
وقال رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا: "لقد حدث تاريخيًا أنه كانت هناك دائمًا علاقات جيدة جدًا بين المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين، ونحن نعرف العديد من الأمثلة، على سبيل المثال، خلال سنوات الإلحاد الصعبة، دعم الكهنة والأئمة بعضهم البعض. على مدار الثلاثين عامًا الماضية، حاولت تنظيمات طائفية منفصلة مختلفة تقسيمنا وإثارة الخلافات بيننا. ولكن، سبحان الله، إن الحصانة التي تطورت على مدى ألف عام، وحكمة شعوبنا، والسياسة المتوازنة لقيادة بلادنا، خاصة في العقود الأخيرة، ساعدت في الحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها. واليوم، في ظروف العملية العسكرية الخاصة، نرى الوحدة والتماسك والتفاهم ليس فقط بين الأديان، ولكننا نرى أيضًا وحدة الناس حول قيادة بلدنا."
على وجه الخصوص، كمثال، استشهد المفتي بالوضع في تشوفاشيا، حيث تقوم النساء في المعبد وفي المسجد بنسج شبكات مموهة للمقاتلين ومساعدة بعضهم البعض في هذا العمل.
ركز على خطاب قداسة البطريرك كيريل عام 2023 في اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي” في قازان، مؤكدا على أهميته البرنامجية: “إنه يحدد الموقف من مختلف اللحظات التاريخية، ويتحدث عن كيفية نحن ننظر إلى المستقبل." بالإضافة إلى ذلك، أشار المفتي ألبير كرجانوف بشكل خاص إلى كلام البطريرك حول أهمية حماية القيم الروحية التقليدية ودور الأرثوذكس والمسلمين في ذلك.
كما أخبر المفتي محاوره عن أنشطة الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، التي تعمل في 27 منطقة روسية، وعن الاتصالات البناءة مع الأبرشيات المحلية: "في كل مكان نجد فيه تفاهمًا متبادلًا، يكون الناس منفتحين ومستعدين للتعاون من أجل مصلحة وطننا."
أكد على أهمية عمل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لحماية السيادة الروحية للشعب، مشددًا على أن التوجهات الملحوظة في العالم لاستبدال القيم الأساسية تثير قلقًا بالغًا.
كما ناقش اللقاء القضايا المتعلقة بتصاعد التوتر وكراهية الأجانب، وتفعيل مختلف العناصر غير الصديقة التي تسعى إلى زعزعة استقرار التعايش السلمي في روسيا. وتم التأكيد على ضرورة تعزيز التفاعل بين الديانات التقليدية لمنع أي محاولات لتقويض أسس وحدة الشعب الروسي وزعزعة القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية التي توحد جميع الأديان.
وأكد قداسة المفتي البير كرجانوف على فعالية العلاقات الودية بين الأرثوذكسية والإسلام، والتي تكون بمثابة مثال للتفاعل بين الأديان. وأكد الجانبان على الدعم الفعال من السلطات على مختلف المستويات لتعزيز الوئام بين الأعراق وتطوير الحوار المثمر بين الأديان. أحد الأمثلة الفريدة لهذا الحوار هو إنشاء المركز الثقافي الروحي والتربوي المشترك بين الأديان في قرية كوموناركا في موسكو الجديدة، والذي تم بناءه بدعم من رئيس روسيا في نهاية عام 2023.
تم إيلاء اهتمام خاص لدور روسيا في العلاقات الدولية. وتمت مناقشة سبل مواجهة انتشار فكر الإباحة وإنكار الله. وعلى خلفية هذه التحديات، تم التأكيد على ضرورة إحياء وتأكيد القيم الروحية والأخلاقية الأصيلة، التي تشكل الأساس لبناء مجتمع متناغم. اليوم هناك طلب متزايد على هذا في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق، أجمع الزعماء الدينيون على الرأي القائل بأن روسيا، بتجربتها التاريخية الفريدة في الوئام بين الأديان والأعراق، قادرة على تقديم مساهمة كبيرة في تشكيل مثل هذه الأيديولوجية.
ولوحظت آفاق تنفيذ العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز القيم التقليدية ليس فقط داخل البلاد، ولكن أيضا على الساحة الدولية، باعتبارها العامل الأكثر أهمية في تعزيز سلطة روسيا كدولة حيث الانسجام والصداقة بين مختلف تساهم الأديان في خلق نموذج فريد لمجتمع متعدد الجنسيات.
الخدمة الصحفية للجمعية الدينية لمسلمي روسيا