في 28 حزيران عام 2025، أقيم على أراضي المركز الثقافي والتعليمي الروحي المشترك بين الأديان الذي سيتم بناؤه مستقبلاً في منطقة كوموناركا مهرجان "سابانتوي الصداقة والوحدة" الضخم، الذي أصبح رمزًا للوئام الوطني والحوار بين الأديان والتنوع الثقافي في روسيا. نظم الحدثَ: الجمعية الدينية لمسلمي روسيا, حكومة موسكو, صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي, حكومات تتارستان وباشكورتوستان, منطقة منزيلينسك لجمهرية تتارستان.
تمت إعادة إنشاء قرى بشكيرية وتتارية أصيلة للضيوف: جُلبت كل عناصر الديكور والداخل خصيصًا من تلك المناطق، ليغوص سكان موسكو وضيوف العاصمة في أجواء العيد القومي. منذ الصباح، استُقبل الضيوف بملابس تتارية تقليدية مع خبز وملح وتشاك-تشاك (حلوى تتاري تقليدي)، بينما خَلقت آلة الموسيقى البايان بألحانها أجواء احتفالية حيث ساعد المتطوعون في الإرشاد، وانخرط الضيوف مع محترفي الفنون التطبيقية في الأنشطة الإبداعية التي تعرفهم بتاريخ سابانتوي ومعالم العيد.
بدأ اليوم الاحتفالي بـالطاولة المستديرة بعنوان "الرحمة في روسيا , الوحدة في خدمة الوطن"، نظمتها الجمعية الدينية لمسلمي روسيا بالتعاون مع المجلس الاجتماعي الروسي حيث شارك في النقاش قدامى المشاركين في العملية العسكرية الخاصة وقادة دينيون رفيعو المستوى يمثلون الأرثوذكسية والإسلام واليهودية وكذلك البوذية, رجال الدين العسكريين, رؤساء منظمات المجتمع المدني, خبراء في علم الاجتماع والتاريخ.
افتُتحت الجلسة بدقيقة صمت إحياءً لذكرى المدافعين عن الوطن الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم, و من بين المتحدثين في فعالية الطاولة المستديرة كان هنالك, رئيس لجنة المجلس الاجتماعي الروسي لتنسيق العلاقات بين القوميات والأديان والهجرة فلاديمير زورين, مفتي جمهورية تتارستان كامل حضرت ساميغولين, وألكسندر تيرينتييف كبير مستشاري مكتب شؤون السياسة الداخلية التابع لرئيس الدولة, وممثلوقسم السياسة الوطنية بموسكو, وقادة الوحدات في الحرس الوطني الروسي, و زيلة ولييفا رئيسة المجلس الاجتماعي لجمهورية تتارستان, ومفتون من مناطق مختلفة و أيضاً ممثلو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والطوائف البوذية واليهودية.
أكد رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف في كلمته أن الرحمة سمة مميزة للمجتمع الروسي، وأصبحت اليوم أكثر إلحاحًا في ظل العملية العسكرية الخاصة. وأضاف: "تتطور حاليًا على أساس الصندوق الحكومي لدعم المشاركين في العملية العسكرية المدافعون عن الوطن "منظومة فريدة لدعم المحاربين وعائلاتهم"، وتسهم المنظمات الدينية في هذا المجهود".
وشدد سماحة المفتي على أهمية وحدة مؤسسات المجتمع والسلطات والمنظمات الدينية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في إعادة تأهيل المحاربين ودعم عائلاتهم مع الاستفادة من خبرة الأديان التقليدية في الخدمة الاجتماعية عبر القرون وأوضح المفتي أن "الإسلام كدين عالمي للسلام والمحبة والخير والعدالة يهدف لتعزيز إيمان الإنسان وتطويره روحياً وأخلاقياً، وتربيته على المحبة واحترام الآخر".
وأشار ألبير حضرات إلى أن الخدمة الاجتماعية والعمل الخيري هما أولويتان للجمعية، حيث تُقدَّم مساعدات إنسانية للمحاربين وعائلاتهم في مناطق روسيا، وتُنظَّم زيارات للمستشفيات لدعم الجرحى.
خلال الجزء الرسمي من افتتاح مهرجان "سابانتوي الصداقة والوحدة"، توجه عدد من المسؤولين بكلمات ترحيبية إلى المنظمين والضيوف منهم: راويل أحمدشين نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان الممثل المفوض للجمهورية لدى الاتحاد الروسي حيث قام بتلاوة رسالة ترحيبية من رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف ومنتمير شايمييف المستشار الحكومي لتتارستان أرسل كلمة عبرخاصية الفيديوو يفغيني يريومين رئيس قسم التعاون مع المنظمات الدينية التابع لقسم السياسة الداخلية لرئاسة الاتحاد الروسي وإيرينا فينر مدربة رياضية مرموقة و ناشطة اجتماعية ولاما سودنومدورجييف داشي-نيما ممثل السانغا البوذية التقليدية لروسيا في موسكووأيدار صلاحوف رئيس بلدية منطقة منزلينسك في تتارستان.
في إطار المهرجان أقيم عرض تقديمي واسع لمشروع المركزالثقافي و التعليمي الروحي المشترك بين الأديان, و قدَّمه المعهد المعماري بموسكو مصحوبًا بتصورات ثلاثية الأبعاد ونماذج وإسقاطات هولوغرافية. أوضح مفتي موسكو ألبير كرغانوف أن المركز سيكون رمزًا للمسارالحضاري لروسيا عبر القرون، وسيشمل مجمعات تعليمية وطبية وثقافية ومتاحف و كنيسة أرثوذكسية ومجمع إسلامي وكنيس يهودي ومدرسة ومعبد بوذي.
سيجمع المجمع المعماري بين أربعة أقسام دينية (أرثوذكسي، إسلامي، يهودي، بوذي) منسجمة مع منطقة حدائق وممشى نهري وأروقة ومسرح صيفي وجسورومنحوتات ضخمة ومساحات عامة.
المجمع الإسلامي سيضم مسجد يدمج الزخارف التتارية و البلغارية القديمة ومركز تعليمي و بحثي للمحاضرات والحوار بين الأديان ومركز ثقافي للمعارض ولقاءات المجتمع التتاري والبشكيري والمجتمعات الإسلامية الأخرى ومركز تأهيلي للمشاركين في العملية العسكرية الخاصة و مكتبة ومتحف وقاعات للاجتماعات والحوار بين الأديان.
الراهب غريغوري ماتروسوف، رئيس المجلس الاستشاري لدى البطريرك للتعامل مع العالم الإسلامي: "التنوع القومي في روسيا لا مثيل له، ومهمتنا الأسمى هي عبادة الله حيث لا توجد دولة أخرى تُقام فيها العبادة في الكنائس والمساجد والمعابد على مدار الساعة".
- أليكسي كابوستين، مدير مركز التصميم في المعهد المعماري :
"ستكمل المجمعات الدينية الأربعة -الهوية المعمارية للمركز- لتعكس روسيا متعددة الثقافات".
"صرح مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف أن بناء المركز سيستغرق حوالي 3-5 سنوات, بحلول نهاية العام الجاري ستكون الوثائق التصميمية جاهزة لثلاث منظمات دينية, وأكد أن التمويل يأتي من رعاة ورجال أعمال من خلفيات متنوعة - ممثلون عن التتار والبشكير وشعوب القوقاز و رعاة من المجتمعين البوذي واليهودي.
يقوم قادة المناطق البوذية بالتعاون مع "الصندوق لدعم التعليم البوذي" بأعمال تحضيرية مكثفة. بينما يحث رجال الأعمال اليهود غود نيسانوف وغيرمان زاخاريايف على تمويل بناء الكنيس والمدرسة ومتحف الهولوكوست.
أما الجزء الأرثوذكسي، فسيُنفذ بمشاركة النائب البرلماني, مستشار عمدة موسكو, مستشار بطريرك موسكووسائر روسيا كيريل لشؤون البناء, فلاديمير ريسين, الذي يشرف على مشاريع الكنائس في العاصمة, وأكد سماحة المفتي أن جميع الأطراف تتعامل بجدية لإنشاء مركز فريد للأديان العالمية في موسكو الجديدة.
على مدار اليوم، شهد السابانتوي برنامج المهرجان الثقافي والرياضي.
عروض فنية على المسرح الرئيسي: فرقة تتارستان للغناء والرقص، نجوم الغناء التتاري، فرق فولكلورية، مسرح منزيلينسك الدرامي، فرق معهد موسكوالحكومي الثقافي، مجموعات بشكيرية. كانوا مقدموالبرنامج الإحتفالي يتحدثون باللغتين الروسية و التتارية حيث عرفوا المشاركين على تقاليد سابانتوي وتاريخ الأغاني مع تفاعل الجمهور.
- الضيفة الرئيسية في الحفلة: المطربة إلميرا ناعيموفا.
في المناطق الموضوعية تم تنظيم ورش عمل في الحرف اليدوية ونحت الخشب والفسيفساء الجلدية والتطريزوالصياغة والحلي و كذلك عروض أزياء تقليدية وعصرية وتذوق منتجات حلال مثل العسل، تشاك-تشاك (حلوى تقليدية) والغوباديا ومعارض خاصة بمناسبة الذكرى 80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى ومعرض لوحات وملابس قومية , فلقد ابرزت هذه الأنشطة الترابط بين الأجيال, و احترام انجازات الشعب والحفاظ على إرث البطولة.
الساحة الرياضية أصبحت تمتلئ بمسابقات و ألعاب قومية تقليدية ومنها : مصارعة الأحزمة التقليدية وألعاب القوى وشد الحبل وسباقات تتابع والقتال بأكياس القش على جذع شجرة والجري بملعقة تحمل بيضة والتسلق على عمود للفوز بجائزة و كسر الأواني الفخارية حيث جذبت بطولة المصارعة بالأحزمة اهتمامًا خاصًا، وقد فاز بها "مارات عثمانوف, وكجائزة مُنِحَ حصانًا عمره سبع سنوات يُدعى "كواتش" من سلالة الخيول الروسية ذات اللون الكستنائي الداكن – وهو تقليد يعود جذوره إلى قرونٍ مضت, أما أصحاب المركزين الثاني والثالث فقد حصلوا على جوائز قيّمة.
كما تضمّن "سابانتوي" عروضًا رسومية بمشاركة شخصيات خيالية، وورش عمل لصنع الألعاب التقليدية التترية والبشكيرية، ومهرجان الأطفال "شاكرتار بيرامي" (عيد التلاميذ)، وعروضًا برسوم شخصيات من الحكايات الروسية والتترية والبشكيرية، ورسم الوجه بالزخارف الوطنية، وألعابًا جماعية لشعوب منطقة الفولغا، ومسابقة للرسم، ومنطقة للقفز على الترامبولين، وعرض فقاعات الصابون، وورش عمل لصنع الألعاب التقليدية. كما عملت أجنحة السوق الشعبي على تقديم الحلويات التقليدية، وشاي الأعشاب المجاني، والتحف المصنوعة يدويًا، والطاقيات (القبعات التقليدية)، والأحذية الجلدية التقليدية (إيتشيغي)، والمجوهرات، والمنسوجات المطرزة، لتناسب جميع أفراد العائلة.
اختُتِمَ الحفل بكلمات شكر من المنظمين، وتسليم الجوائز للفائزين في المسابقات الرياضية والأطفال، وأداء جماعي لأغنية مشهورة عن الصداقة والوطن قدمها الفنانون والجمهور.
وأكد مفتي موسكو ألبير حضرات كرغانوف قائلًا:
"إن سابانتوي في كوموناركا ليس مجرد عيد قومي، وإنما هو حدث ضخم يوحد ممثلي جميع الشعوب والأديان في روسيا، ويرمز إلى الصداقة وحسن الجوار، واحترام التقاليد، والتواصل بين الأجيال، ووحدة الشعب الروسي. لقد أصبح العيد جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للتتار والبشكير، وكذلك الشعوب الأخرى المرتبطة بالثقافة الروسية الأصيلة، وهو اليوم شاهد على الصداقة والتفاهم بين شعوب بلدنا حيث يتيح سابانتوي لكل شخص أن يشعر بأنه جزء من عائلة كبيرة، ويشارك في الألعاب والمسابقات، ويستمتع بالإبداع، ويتعرف على التاريخ والثقافة، والأهم من ذلك أن يأخذ معه ذكريات دافئة عن اللقاءات مع الأصدقاء وأبناء الأرض وأصحاب الرؤى المشتركة."
مكتب الصحافة التابع للجمعية الدينية لمسلمي روسيا