- أعزائي المشاركين ، السيدة رئيسة الجلسة. أوجه التحية للمنتدى نيابة عن الجمعية الدينية لمسلمي روسيا. وأود القول، إن الحروب هي احدى الأسباب الرئيسية الجذرية لانعدام الجنسية لدى الكثيرين.
وتجدر الإشارة إلى ان النزاعات العسكرية من مختلف الأشكال والكثافة تحدث اليوم في العديد من مناطق العالم. ولا شك في أن تدخل دول ثالثة في الشؤون السيادية للدول الاخرى، دون مراعاة الخصائص التاريخية والوطنية والدينية والثقافية، يتسبب بتدمير بنية هذه الدول المترسخة على مدى قرون.
راغب بالتطرق بشكل خاص إلى المشكلة الإنسانية في سوريا. بصفتي عضوًا في البعثة الإنسانية الدينية المشتركة ، أبلغكم بأننا (الذين نمثل مختلف الأديان) قمنا بنقل أكثر من 120 طناً من المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وتساعد منظماتنا الدينية في اعادة تأهيل وترميم ليس فقط المساجد والكنائس ، بل ومرافق ومؤسسات الرعاية الصحية أيضا. ونحن كثيرا ما نناقش موضوع مراعاة واحترام حقوق الإنسان. لكن في الكثير من الأحيان، تجري عمليات الدفاع عن حقوق البعض، مع انتقاص حقوق وحريات الآخرين.
وأود القول، إن بلادنا( روسيا الاتحادية) تعتبر دولة متعددة القوميات والديانات. في بلادنا يقطن ويعيش أبناء أكثر من 200 قومية وممثلو مجموعة واسعة من الأديان. ولكن على الرغم من ذلك نقوم، نحن أبناء الشعوب والديانات المختلفة في روسيا، بالتعاون في مجال الانجاز والابداع لصالح وطننا ونقوم بالدفاع عن وطننا. وافضل مثال على ذلك هو الحرب العالمية الأولى والحرب الوطنية الكبرى.
وبمناسبة حلول يوبيل الحرب الوطنية العظمى( 1941-1945) تم في موسكو افتتاح مجمع تذكاري يضم معابد الأديان التقليدية. من جانبنا نقوم بافتتاح المعاهد التعليمية، ويجب القول إن التيولوجيا والشؤون اللاهوتية نالت اعتراف ودعم الدولة. ولكن على الرغم من ذلك، لا تزال هناك مختلف المسائل والقضايا، التي لا يمكن حل بعضها بسهولة ولكننا رغم ذلك نقوم بحلها بدون اي تطاول على حقوق جيراننا. وخلال ذلك، نحن لا نرفض ولا نتخلى عن القيم الاخلاقية الانسانية الاصيلة. هذا هو بالذات نموذج التعايش في روسيا. في ذات الوقت، ما الذي نراه عند الذين يحاولون "تعليم" الآخرين القيم الديمقراطية، وفرضها علينا وليس فقط علينا عن طريق فرض طرق حل العديد من القضايا والمسائل.
وأود القول، إنه وتحت غطاء القيم الغربية السامية ، وتحت غطاء الديمقراطية والتعددية ، تجري في السويد (في مدينة مالمو) عمليات مبتذلة في مجال معاداة للسامية ، والتعدي على حقوق الإنسان والتطاول على مشاعر المؤمنين ، والأطفال ، ويجري كل ذلك على خلفية الصمت المطبق (وهذه ليست المرة الأولى!) من جانب أوروبا العالية الثقافة والديموقراطية ومن جانب المدافع العالمي عن الديمقراطية، الولايات المتحدة.
وتحت ستار "الإنسانية" تجاه الحيوانات، تم إغلاق متجر مخصص لبيع منتجات كوشر( طعام الكوثر او الحلال وفقا للشريعة اليهودية) أو حظر عمليات ختان الأولاد. ويتساءل الناس على نحو متزايد، ما علاقة الديمقراطية بهذه الأمور، وهل بات عليها أن تمد يدها في سراويل الأطفال؟
أما في روسيا، فيمكن الحصول على طعام كوشر أو الحلال ليس فقط من جانب المواطن البسيط في الحياة المعتادة بل وفي السجون والمستشفيات. وتم إنشاء ساحات خاصة في الهيئات الحكومية لحل القضايا الدينية.
وخلال ذلك يواصل رجال الدين في روسيا، الإعراب عن وجهات نظرهم وآرائهم بحرية وبدون عائق. فها هو كبير الحاخامات في روسيا، بيرل لازار، يعرب عن معارضته لتزويد سوريا بمنظومات الدفاع الجوية "إس-300" الروسية. فهو كيهودي حقيقي ومخلص، يشعر بالقلق على أمن إسرائيل ويتحدث عن ذلك بصراحة وهذا حقه المشروع. ويعرب المسلمون والمسيحيون في روسيا، كذلك عن مواقفهم التي لا تتطابق دائما مع وجهات نظر السلطة الحاكمة. ولكن على الرغم من ذلك، تبدي السلطات في روسيا، الاهتمام دائما، بطلبات المؤمنين من اتباع الديانات التقليدية، بما في ذلك اليهود والمسلمين.
وأوكد على أننا لا نشعر باي ضغط من جانب السلطات بسبب مواقفنا المدنية.
أيها الأصدقاء المحترمين والأعزاء، يعتبر التعايش السلمي بين مختلف المجموعات القومية والدينية، من اهم الشروط لمنع مشكلة انعدام الجنسية والتمييز العنصري.
وفي الختام ، سأقدم مثالاً جيدا، وهو قرار أصدره عمدة موسكو ، سيرغي سوبيانين ، مؤخرا حول بناء مركز مشترك جديد للأديان في أراضي موسكو الجديدة. المركز سيضم معابد دينية للديانات التقليدية الموجودة في روسيا. هذا هو نموذج لحل قضية المساواة بين الأديان ، وليس داخل دولة واحدة فقط. من الممكن والمهم جدا أيضًا تطبيقه في جميع أنحاء العالم. أوصيكم بدراسة خبرة وتجربة روسيا في هذا المجال والاستفادة منها في بلادكم. اشكركم على الاهتمام.