وتشارك في هذا الحدث - شخصيات حكومية واجتماعية ودينية من روسيا وأكثر من 25 دولة أجنبية: تركيا والعراق ومصر والسنغال وإيران وإندونيسيا وتونس والمملكة العربية السعودية والأردن والكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة وغيرها. ويخطط خلال الجلسة، بحث ومناقشة ، الوضع في العالم الاسلامي ودور التعليم كوسيلة استراتيجية للتصدي لانتشار افكار الارهاب والتطرف في المجتمع.
وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة ترحيب إلى المشاركين في الحدث، نصت على ما يلي: "تولي روسيا الاتحادية، أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الودية مع البلدان الإسلامية ، سواء على أساس ثنائي أو في إطار العلاقات مع منظمة التعاون الإسلامي. وتجدر الاشارة الى ان، مواقفنا حول العديد من القضايا الرئيسية في جدول الأعمال العالمي والإقليمي قريبة جدا. ونعمل معا من أجل بناء نظام عالمي ديمقراطي عادل قائم على حكم القانون وخالي من أي شكل من أشكال التمييز، والإملاء ، والضغط الاقتصادي والإعلامي".
واضاف الرئيس بوتين في رسالته القول: "وقام بين روسيا ودول العالم الإسلامي ، وتكرّس تعاونًا اقتصاديًا وعلميًا وفنيًا وإنسانيًا بنّاءًا ، بالإضافة إلى تعاون وشراكة لحل النزاعات والأزمات المحدودة. لقد خصص اللقاء الحالي للمجموعة لبحث قضايا مهمة للغاية - مواجهة الإرهاب والتصدي للإيديولوجية المتطرفة من خلال العمل مع الشباب وتنسيق الجهود في مجال التعليم والتوعية والتنوير".
وفي بداية الجلسة تحدث رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، عضو المجلس الاجتماعي الروسي، المفتي ألبير كرغانوف وقال: " يسرني أن أشير إلى أن لقاءنا هذا اليوم يعقد في أرض داغستان المضيافة العريقة، التي كانت اول ارض في أراضي روسيا الحديثة، هجم اليها بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وجلبوا لنا الإسلام. في جمهورية داغستان ، تمت المحافظة على التقاليد الإسلامية. و تعمل بنجاح الإدارة الدينية للمسلمين، بقيادة المفتي الموقر الشيخ أحمد أفندي، ويتطور التعاون مع هيئات السلطة في هذه الجمهورية، وفي بعض الأحيان يتم حل مشاكل الحياة الاجتماعية المعقدة معًا".
واشار المفتي كرغانوف الى أن مفهوم السياسة الخارجية لروسيا، يهدف إلى تعزيز دور روسيا في المجال الإنساني العالمي ، وتعميم إنجازات الثقافة الوطنية والتراث التاريخي الوطني وتعزيز الهوية الثقافية لشعوب روسيا ، والتعليم والعلوم الروسية ، لمصلحة تعميق وترسيخ الحوار البناء والشراكة من أجل تعزيز الوئام والإثراء المتبادل لمختلف الثقافات والحضارات.
واضاف المفتي القول، إن روسيا تجري بنجاح الحوار والتعاون مع بلدان منظمة التعاون الإسلامي ، وتبحث روسيا بالاشتراك معها، عن الوسائل اللازمة للحد من آثار التهديدات والتحديات للتنمية الشاملة والمستدامة والآمنة ، ومكافحة الإرهاب ومحاولات بث تطرف في الإسلام.
وقال ألبير كرغانوف:" يستحق نشاط مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الاسلامي"، اطيب المديح واحسن الكلمات. ويجب القول إن تطوير التعاون بين روسيا والدول الإسلامية يسير بشكل ديناميكي للغاية ويحافظ على هذه الديناميكية. وتضلع مجموعة الرؤية الاستراتيجية ، بدور هام وبقدر كبير من العمل لوضع توصيات لحل التحديات والمشاكل الدولية الفعلية".
وفي ختام كلمته، أفاد رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، بأن تم على هامش الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، إيسيسكو، التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول منح مدينة دربنت (في داغستان) صفة عاصمة الثقافة الإسلامية للإيسيسكو في عام، 2019، وقال: "وفي هذا الصدد ، تظهر لدى سلطات الدولة والمنظمات الدينية مستويات جديدة من المهام المسؤولية".
وبات الموضوع الرئيسي للمناقشة في الاجتماع - موضوع "مكافحة التطرف من خلال تعليم الشباب". وكإقتراح محدد يهدف إلى محاربة التطرف بين الشباب، تم اقتراح مشروع لإنشاء أكاديمية روسية – إسلامية مشتركة لزعماء المستقبل، وذلك على أساس أكاديمية بلغار الإسلامية (في تترستان).
لقد تأسست مجموعة الرؤية الاستراتيجية" روسيا - العالم الإسلامي" في عام 2006 بمبادرة وتحت قيادة رجل الدولة الروسي والشخصية الاجتماعية والدبلوماسية المشهورة، الأكاديمي يفغيني بريماكوف وأول رئيس لجمهورية تتارستان، مينتيمير شايمييف ، وذلك بعد انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي كمراقب.
وتضم هذه المجموعة د 33 شخصية حكومية واجتماعية معروفة وعامة من 27 دولة ، من بينهم رؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين ، وعلماء دين من إندونيسيا ، والمغرب ، والمملكة العربية السعودية ، وإيران ، والكويت ودول أخرى.