أكد ألبير كرغانوف، مفتي التجمع الروحي لمسلمي روسيا، أن التغييرات الكبيرة الجارية في روسيا، تثير إعجاب وترحيب المسلمين، لافتا إلى أن روسيا أفشلت جهود الغرب لزرع الشقاق بين المسلمين.

وقال كرغانوف في حوار مع قناة RT، منتدى قازان الدولي، المنعقد في عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، إن "المسيحيين الأرثوذكس، كما المسلمين، يدافعون عن القيم الأخلاقية"، مشددا على أن "معيارنا الرئيسي في هذه الحياة، هو الإيمان بالله، أي أننا مسؤولون أمام الخالق، وتلك التغييرات والجهود التي يحاولون عبرها فرض مثال استعماري خفي للتحكم بالشعوب، عبر الثقافة وعبر التغييرات الهادفة لإعادة تشكيل وعينا، أمر لا يمكننا قبولها، ولا يقبله لا المسيحيون ولا المسلمون".

وأكد كرغانوف أن "الأقنعة اليوم سقطت، وبات من الصعب جدا خداع الناس في العالم وعلى كوكب الأرض، وموقف روسيا الإتحادية كما شهدنا اليوم خلال حوارنا مع ضيوفنا الأعزاء، مفهوم من قبل بلدان العالم الإسلامي"

وأضاف: "أولا، الناس يدركون سبب تصرف روسيا اليوم بهذا الشكل، وثانيا، هم يدعمون روسيا لأنهم أنفسهم مروا بمثل هذه المحن، حين حاول الغرب فرض قواعد غير مفهومة وقيم جديدة على شعوب ذات تاريخ عريق وثقافة عمرها آلاف السنوات، وأقصد هنا الشعوب العربية. هذا بالتأكيد أمر لا يمكن قبوله".

ولفت رجل الدين إلى أن الكثير من المسلمين "يتعجبون ويتساءلون: أين اختفى كل من كانوا يسمونهم المتطرفين الإسلاميين؟ لقد حاولوا طوال الوقت وصمنا بأننا قتلة ومتطرفون وإرهابيون، ومع بداية العملية العسكرية الخاصة، هدأت كل الأمور فجأة. والكثيرون يتساءلون، ماذا حدث؟".

واستطرد: "الإجابة واضحة، وهي أن كل معدي ومنفذي التفجيرات المعادية للإنسانية وعمليات القتل، مشغولون اليوم في أوكرانيا. هم يعملون اليوم هناك. ومن الواضح أن هذه الأفعال لم ينفذها مسلمون، لقد كانت مجرد ألعوبة، ونحن في روسيا اليوم، نرى هذا بوضوح، نرى كيف حاولوا زرع الخصومة بين ممثلي العالم الإسلامي، وكيف حاولوا زرع الشقاق في العالم الإسلامي، وفرض الثورات الجديدة هناك. هؤلاء جاءا إلى العالم السلافي وقاموا بزرع الخصومة بين شعبين شقيقين – الأوكرانيون والروس، أصحاب الدين الواحد والثقافة الواحدة واللغة الواحدة".

كما أكد كرغانوف أن "التغييرات الكبيرة التي تحدث في روسيا، تثير إعجاب وترحيب المسلمين"، مشيرا إلى أن "موقف روسيا اليوم، حطم جهود مائة عام لزرع الفرقة بين المسلمين في العالم، والتي كانت تدار من قبل جهات معروفة للجميع".

وعن منتدى قازان الدولي، رحب رجل الدين بالتطورات التي طرأت على الحدث هذا العام، لافتا إلى أنه في مثل هذه المؤتمرات الاقتصادية، لم تعقد سابقا نشاطات دينية، في حين أنه في إطار منتدى قازان الدولي، تم عقد اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي، والذي حضره وشارك فيه لأول مرة منذ 14 عاما، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل. والذي "قدم المناسبة، في حديثه خلال هذا الاجتماع، تحليلا عميقا للغاية للأحداث الجارية في العالم".

ووجه كرغانوف الشكر لكل المشاركين في الفعالية من العالمين العربي والإسلامي، مؤكدا أن "هذا دعم كبير لنا، وبالتأكيد هذا الدعم سينعكس على السياسة العامة في البلاد. إذ أن رئيسنا (فلاديمير بوتين) والوزير سيرغي لافروف يؤكدان دائما أن روسيا جزء من العالم الإسلامي".

المصدر: RT

YouTubeR خطأChannel ID:UCP1dhR_czJ1f38b1LDFP8dw not found