شهدت موسكو في 19 فبراير 2020 اجتماعا موسعا لهيئة رئاسة الجمعية الدينية لمسلمي روسيا.
وحضر هذا الاجتماع الموسع لهيئة رئاسة الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، رؤساء المنظمات الإسلامية المركزية في الكيانات الروسية، وممثلو هيئات سلطة الدولة في روسيا، وعلماء بارزون وخبراء ورجال دين، وشخصيات دينية وعامة. وحضرت الاجتماع وفود من مدينتي موسكو وسانت بطرسبرغ، ومقاطعات موسكو وكيميروفو وأومسك وتومسك وبينزا وإيركوتسك وفولغوغراد ونوفوسيبيرسك وسفيردلوفسك وروستوف وأستراخان ومورمانسك وفلاديمير وكذلك دائرة خانتي مانسييسك الذاتية الحكم وإقليم ستافروبول وجمهوريات داغستان وموردوفيا وتتارستان وبشقرتستان وتشوفاشيا والشيشان.
وناقش الاجتماع نتائج نشاط الجمعية الدينية لمسلمي روسيا في عام 2019 وخطط العمل لعام 2020 ، والمسائل المتعلقة بالأنشطة المشتركة لتنسيق العلاقات بين الأديان والأعراق، والحفاظ على التراث التاريخي الإسلامي، واحترام حقوق المسلمين في روسيا، فضلاً عن أساليب مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.
وكان الهدف الرئيسي لهذا الحدث يتلخص، في تعميم التجربة الروسية والدولية في موضوع مناقشة وصياغة التوصيات العملية لهيئات سلطة الدولة والمؤسسات العامة والدينية.
وتم إيلاء اهتمام خاص في الاجتماع، لمناقشة مشروع "استراتيجية تطور الإسلام والمنظمات الإسلامية في روسيا حتى عام 2035"، وتقديم تقرير الخبراء "مسائل مراعاة واحترام حقوق المسلمين في روسيا".
وتضمنت كلمات المفتيين المتحدثين خلال اللقاء، الإشارة إلى ضرورة إحياء الروحانية وتحقيق السلام والوئام بين القوميات في المجتمع الروسي، ونتيجة لذلك، ضرورة توحيد الأمة الروسية.
وصدر عن المشاركين في المجلس النداء التالي إلى المفتيين الروس:
إلى رئيس الإدارة المركزية لمسلمي روسيا شيخ الإسلام طلعت حضرة تاج الدين
ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس المفتين في روسيا راوي حضرة عين الدين
ورئيس مركز التنسيق مسلمي شمال القوقاز المفتي إسماعيل حضرة بيردييف
ورئيس دار الإفتاء في جمهورية داغستان المفتي الشيخ احمد افندي عبدوالايف
ورئيس الادارة الدينية لمسلمي جمهورية الشيشان المفتي صالح حجي ميجييف
ورئيس الادارة الدينية لمسلمي القرم ومدينة سيفاستوبل ايميرالي حضرة ابلايف
ورئيس الادارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان المفتي كامل حضرة ساميغولين
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات الاخوة المفتيين الاعزاء
كما تعلمون، يكمن الهدف من حياة المسلم، في رضاء الله سبحانه وتعالى، والنجاح في يوم القيامة، ودخول الجنة: "وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (سورة الحديد، الآية 21)، "أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(سورة يونس، الآية 26).
يكمن الطريق إلى الجنة، الذي يسميه الله في القرآن، الصراط المستقيم، إلى حد كبير من خلال المساعدة المتبادلة بين المسلمين وتضحياتهم وحبهم لبعضهم البعض.
والمحبة في سبيل الله هي حالة الإيمان الكامل، التي ربط النبي صلى الله عليه وسلم بها دخول الجنة: ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم ) "صحيح مسلم ".
قال رسول الله ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) .
ويفرض علينا واجبنا، نحن جميع الزعماء الدينيين، أن ندعو إلى توحيد وتعاضد المجتمع وتعزيز مشاريع لتطوير التعليم الروحي والأخلاقي، والحفاظ على شعوب البلاد، وتحسين حياة مواطنينا، وتعميم التجربة الإبداعية ، ومنع والوقاية من الأفكار الراديكالية المدمرة المزيفة ، ومقاومة أفكار كراهية الإسلام والعلمانية العدوانية، وإخراج الدين من تحت براثن الجهل. تطرح المرحلة الحالية من تطور بلدنا، امامنا مهمة الوحدة الروحية.
والإيمان - يدعو إلى وتوحيد الشعوب والأمم ودفعها نحو البناء ولا يجوز أن يصبح سببا للصراع والعداء والكراهية، وطبعا لا يجوز ان يصبح سببا- للموت والدمار!
مع شعور الاحترام المخلص تجاهكم، ومع الألم في قلوبنا على الخلاف المستمر والانقسام في المجتمع الإسلامي الحديث، نقترح وندعو الى التماسك والتضامن الروحي والتجمع من أجل الوحدة، ومن أجل تحقيق الأهداف التي حددها الإسلام.
وحدة المسلمين هي واجب حددته الشريعة وحدد ووصفها الله تعالى في القرآن وتم تحديدها في سنة النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال سبحانه وتعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (سورة المائدة ، الآية 2).
وقال رب العالمين:"إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (سورة الأنعام ، الاية 159).
نحن، قادة دور الافتاء والمنظمات الإسلامية المحلية التابعة للجمعية الدينية لمسلمي روسيا، من أجل إرضاء الله تعالى، نتوجه إليكم مع احترام صادق والنوايا الطيبة وعلى اعتباركم قادة دينيين تتحلون بروح المسؤولية، بالنداء لبدء حوار حقيقي حول التوحيد الديني، ونطلب منكم سماع اصواتنا.
مع شعور الاحترام المخلص لأخوتنا في الايمان والدين، ولكل المجتمع بأسره ولبلدنا المتعدد الاقوام والديانات، فإننا نعتبر أنه من الضروري أن نتوجه إليكم باقتراح لبدء الاستعدادات في المستقبل القريب لعقد اجتماعات لرؤساء أكبر المنظمات الإسلامية في روسيا من أجل التفكير سويا في كيفية التغلب على سوء التفاهم والخلاف في صفوفنا.
دعونا نلقي كل الاثقال من على الكتفين، التي تمنعنا من الجلوس بجانب بعضنا البعض ، دعونا ننظر إلى بعضنا البعض بشكل مختلف، ونجد القوة للتغلب على التحريض المغري، ونتحد من أجل رفع وتقوية إيماننا. سوف نتحد وفقًا للقرآن الكريم وسنة النبي، وفقًا لمبدأ الشورى، الذي حدده سبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (سورة الشورى، الآية 38) ، دون إنشاء هياكل عمودية مفرطة مع التبعية الصارمة.
نحن ندعو انفسنا وندعوكم، على غرار صحابة النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى الاجتماع بقلوب صافية ونوايا صادقة، آملين أن تُظهر لنا نعمة الله تعالى الطريقة الصحيحة للتوحيد على أساس المساواة والاحترام المتبادل وفهم مسؤوليتنا تجاه الله تعالى والأمة. نحثكم على التجمع كإخوة قلوب مفتوحة ونوايا حسنة ، دون وسطاء ماكرين، وكما حدّثنا الحديث النبوي الشريف، قال رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : "إِيّاكُم وَالظّنّ. فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الحَدِيثِ. وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ تَجَسّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً".( صحيح البخاري "رقم 5144 ،" صحيح مسلم "رقم 2563).
كلنا مسلمون، ويجمعنا وطن واحد، ولنا نفس المصالح، والمثل العليا، والطموحات المشتركة. لدينا اله واحد- الله سبحانه وتعالى، ورسول واحد محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكتاب واحد، وقبلة واحدة! تحقق تطلعات المسلمين النجاح الكبير، ويتم تحقيق المصالح بشكل أفضل في الحياة بالتحديد عندما يتحدون ويتعاضدون. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين"؛ رواه الترمذي (2510)، وأحمد (1430).
نحن جميعا بحاجة إلى أن نفهم بوضوح أنه عندما تنخفض وتتدهور القيم الأخلاقية الدينية والعالمية الشاملة، يعاني من الشك الآلاف من أخوتنا في الدين، وعندما يتم تشويه أسس الإسلام ، وتشويه صورته، ينتظر إخواننا وأخواتنا، وخاصة الشباب، منا صورة واضحة وبسيطة، وكذلك التوجيه والتعليم الواضح والصادق. يتوقع جيل الشباب من المسلمين التوجيه الروحي ومثال جيد منا. لقد سئم الجميع من الفتنة، والنميمة والتغيب، والخلافات في البيئة الدينية ، تخفض قيمة سلطة الإمام والمعلم.
أيها الإخوة الأعزاء! أشار الله لنا في القرآن الكريم إلى صيغة نجاح المسلمين: "وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (سورة الأنفال ، الاية 46).
بفضل حبنا الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تمكنا من خلق مجتمع من المؤمنين لا يوجد له شبيه في تاريخ البشرية جمعاء. ووصف تماسكه المذهل مع الكلمات: " قال رسول الله ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه" (صحيح البخاري ، صحيح مسلم). هيا بنا لنطبق ذلك حاليًا بيننا وللمجتمع الإسلامي بأكمله في روسيا.
نحن مقتنعون بشدة بأنه لا يوجد شيء يمنعنا من إقامة حوار جيد مع بعضنا البعض، كل شيء في أيدينا ووفقا لرغبتنا. ليس لدينا اختلافات عقائدية أساسية، نحن متحدون في مسائل العقيدة. نحن نتميز فقط في المظهر الخارجي، من خلال أشكال الملابس الدينية والأرقام في فهرس العناوين.
حاولوا الفهم والموافقة على أن المجتمع وخاصة الشباب، ينظرون الينا ويقيموننا من خلال تصرفاتنا أفعالنا وأعمالنا. لا يمكن لأحد خداع المؤمنين الآخرين، وغالبًا تراهم محتارين ولا يفهمون سبب وجود في قرية واحدة دور عبادة تنتمي الى منظمات إسلامية مختلفة.
إذن ما المثال الذي نقدمه لهم؟ فكروا وتمعنوا جيدا: على خلفية التطور السريع للتكنولوجيات العالية، قد تتسبب محاولات "طمس" الدين بحد ذاته (التي لوحظت في العديد من البلدان) ، بفقدان العلاقة الحية والفعالة بالجماعة.
في هذه الحالة، سيقوم جيل الشباب من المسلمين، بالابتعاد عن الاشكال التقليدية المعهودة للمؤسسات الدينية ويأخذ بالاغتراب والتهمش.
لقد مر مسلمو روسيا في تاريخهم الذي يمتد لأكثر من ألف عام، بالعديد من التجارب والاختبارات الصعبة، واحسوا بمرارة فقدان أحبائهم والانفصال عن الأقارب، وتدمير الأضرحة ، والإذلال. لقد ضحى أسلافنا بحياتهم للحفاظ على نور الإيمان، وخلق شكل مستقر للمنظومة الإسلامية للحياة الدينية. لقد حلم هؤلاء بأن يكون لهم ورثاء مسلمين على نفس القدر من الشجاعة والبأس والصلابة.
ونحن مع تفهمنا لمدى تعقيد الوضع الحالي في روسيا والعالم، وتقييمنا لكل التحديات والتهديدات التي تواجه التنمية المستدامة لروسيا وأمتنا، نعتبر أنه من الضروري والمبرر أن نتوجه مباشرة إلى إخواننا وشيوخنا الأعزاء والمحترمين: إلى أستاذنا معلمنا الحكيم الذي قام بتوجيه العديد من الأئمة والمفتين، شيخ الإسلام طلعت حضرة تاج الدين وإلى الأخ الحليل والأكبر في الإسلام راوي حضرة عين الدين، وإلى صاحب الخبرة الكبيرة اسماعيل حضرة بردييف؛ وإلى زعيم أكبر تجمع إسلامي في البلاد شيخ الطريقة النقشبندية والشاذلية أحمد أفندي عبدولايف؛ وإلى مفتي الجمهورية الشيشان الفائق الاحترام في العالم الاسلامي صلاح حاجي ميجييف ؛ وإلى الزعيم المتعرف به لاخوتنا في الدين في شبه جزيرة القرم ايميرالي حضرة ابلايف، وإلى رئيس الادارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان المفتي الشاب والموهوب كامل حضرة ساميغولين.
ايها الحضرات الاعزاء! نطلب منكم التضرع المشترك لله سبحانه وتعالى وطلب بركاته لإنشاء مجلس استشاري دائم من الشخصيات الدينية تمثل منظماتنا الدينية المركزية من اجل وضع وصياغة نموذج وشكل مقبول من الاطراف لتعاوننا ولتفاعلنا، وكذلك التحضير لاجتماع رؤساء منظماتنا الدينية المركزية في الهياكل الإسلامية في روسيا.
نود القول، إن الجمعية الدينية لمسلمي روسيا وجميع هياكلنا الاخرى، منذ الأيام الأولى لتشكيلها، كانت منفتحة ومفتوحة للحوار والتعاون في سبيل السلام والإبداع، وتعزيز وحدتنا وتضامننا من أجل ازدهار روسيا وأمتنا. نحن نأمل في رحمة خالق العالمين الله سبحانه وتعالى، وثقة قادة المنظمات الدينية المركزية والمحلية:
الجمعية الدينية لمسلمي روسيا، الإدارة الدينية لمسلمي موسكو والمنطقة الوسطى " دار الافتاء بموسكو" – البير كرغانوف
الإدارة الدينية لمسلمي سيبيريا ( دار الافتاء في اومسك) - ذو القرناي شاكرزيانوف
الإدارة الدينية لمسلمي بطرسبورغ ومنطقة شمال غرب روسيا -رافيل بانشيف
الجمعية المحتسبية لمسلمي مقاطعة موسكو – داوود موختدينوف
الإدارة الدينية لمسلمي حمهورية تشوفاشيا – منصور خايبولوف
الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة تومسك – نورالله تورسونبايف
الإدارة الدينية لمسلمي دائرة خانتي مانسييسك الذاتية الحكم- طاهر ساماتوف
الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة كيميروفو - طاهر بشنتاييف
الإدارة الدينية الاقليمية لمسلمي مقاطعة بينزا-أبو بكر يونكين
الإدارة الدينية لمسلمي سفيردلوسك( دار الافتاء المركزية) – عبد القدوس اشارين
الإدارة الدينية المركزية لمسلمي مقاطعة فولغوغراد ( دار الافتاء في فولغوغراد)- محمد باتا كفاح
المنظمة الدينية المركزية للمسلمين "دار افتاء البايكال " –فريد مينغاليف
دار افتاء مقاطعة فلاديمير – وفاء يارولين
الإدارة الدينية لمسلمي الاورال ( دار الافتاء الاورال)- سعيد الدين صبغة الله
الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة نوفوسيبيرسك – سليم شاكيرزيانوف
الإدارة الدينية لمسلمي موردوفا – فهيم شافييف
مفتي مقاطعة استراخان – ناظم بيك ايليازوف